ذكرى يوم الأسير الفلسطيني 17 نيسان السنوي .. محطات في حياة الأسرى الفلسطينيين ( د. كمال إبراهيم علاونه )


ذكرى يوم الأسير الفلسطيني 17 نيسان السنوي .. محطات في حياة الأسرى الفلسطينيين

د. كمال إبراهيم علاونه

الأسير الفلسطيني المحرر سابقا

استاذ العلوم السياسية والأعلام

نابلس – فلسطين

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ :

{ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) }( القرآن المجيد – سورة الأنفال ) . ومعنى يثبتوك : يعتقلوك أو يحتجزوك أو يسجنوك أو يـأسروك .

وجاء في صحيح البخاري – (ج 10 / ص 257) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” فُكُّوا الْعَانِيَ يَعْنِي الْأَسِيرَ وَأَطْعِمُوا الْجَائِعَ وَعُودُوا الْمَرِيضَ ” .

– الأسير الفلسطيني هو المواطن الذي يعتقله الاحتلال الصهيوني إعتقالا سياسيا أو أمنيا أو عسكريا ، من بيته أو من الشارع أو من مكان عمله أو من مدرسته أو جامعته ، ليلا أو نهارا ..

– فلسطين تدافع عن نفسها .. الشعب الفلسطيني شعب حي ، يدافع عن نفسه ووجوده في أرض الوطن .. وحق الدفاع عن النفس ضد المعتدين والمحتلين ، لنيل الحرية والإستقلال والانعتاق من الاحتلال الأجنبي الظالم ، والكرامة الإنسانية مكفول في كافة الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية والشرائع السماوية .

السجن الصهيوني هو عبارة عن حجز للمواطن الفلسطيني ، تسمى بالعرف الفلسطيني ( ضريبة تحرير الوطن ) أو ضريبة التحرير الوطني ..

– كل فلسطيني هو مشروع أسير أو جريح أو شهيد أو مبعد خارج الوطن الفلسطيني .. ولا حصانة لأعضاء البرلمان الفلسطيني المنتخب ( المجلس التشريعي الفلسطيني ) ، ولا للوزراء الفلسطينيين ، فمنهم من حكم أحكاما عسكرية صهيونية لسنوات شتى أكثر من مرة ، ومنهم من اعتقل إعتقالا إداريا وتم التجديد للأكثر من مرة لستة شهور أو أقل ..

– الشعب الفلسطيني .. هو شعب الجبارين العربي المسلم ، الذي ورث الدفاع عن النفس ( الجهاد والكفاح والنضال ، ابا عن جد .. ويرضع الرضيع الفلسطيني ، حب الصمود والرباط في الوطن المقدس ، والمقاومة والدفاع عن النفس مع حليب الأم ..

– أسرى فلسطين هم شهداء مع وقت التنفيذ .. في مقابر الأحياء في السجون الصهيونية بمختلف ارجاء فلسطين المحتلة : الشمال والوسط والجنوب .. وأكبر وأبعد هذه السجون في النقب الفلسطيني المحتل ( أنصار 3 – كتيسعوت ) ..

– مليون مواطن فلسطيني تقريبا تم اعتقاله من الاحتلال الصهيوني منذ 1948 – 2021 ( 73 سنة عجاف ) .. ولا يكاد يخلو أي بيت فلسطيني من السجن أو الاعتقال لدى الاحتلال الظالم ..

– الأسرى تحت الاحتلال بالأعراف الدولية ، هم المقاتلون من أجل الحرية والكرامة الوطنية والإستقلال . . بينما حسب الرؤية الصهيونية المضللة ( مخربون وقتلة وإرهابيون ) !!!

– عدد الأسرى الفلسطينيين الآن في السجون الصهيونية 4,5 آلاف أسير تقريبا .. ( الأطفال والشباب والنساء والكبار في السن ) ..

– توزع الأسرى الفلسطينيين على عدة حركات وتنظيمات وطنية وإسلامية : حركة فتح ، حركة حماس ، حركة الجهاد الإسلامي ، الجبهة الشعبية ، الجبهة الديموقراطية وجبهات يسارية أخرى .. إلخ .

– تم اعتماد يوم 17 نيسان السنوي بقرار من الثورة الفلسطينية المعاصرة .. كيوم للأسير الفلسطيني .. للتضامن الشعبي والعربي والإسلامي والعالمي مع الأسرى الفلسطينيين .. التضامن يشمل زيارات الأسرى وأهالي الأسرى وتكريم الأسرى وتنظيم الوقفات والمظاهرات والمسيرات من أجل الأسرى .. كما خصص يوما للجريح ( يوم الجريح ) ، ويوما للشهيد ( يوم الشهيد ) .

– اعتمدت الثورة الفلسطينية مؤسسة خاصة بالشهداء والأسرى لرعاية شؤونهم وتخصيص رواتب مالية شهرية لهم، منذ عام 1965، ثم أنشأت عام 1994، بعد قيام السلطة الفلسطينية وزارة خاصة بهم ( وزارة شؤون الأسرى والمحررين)، وكذلك أسست جمعية نادى الأسير الفلسطيني وفتحت له فروع في المحافظات الفلسطينية، وخصصت معاشات مالية شهرية لكل أسير اعتقل وسجن فعليا لمدة 6 سنوات فأعلى . وبعد الاحتجاج الصهيوني على هذه الوزارة الفلسطينية الرسمية بدعاوى أنها تدعم الأسرى وتشجع الناس على العنف والمقاومة للاحتلال (الإرهاب) عبر تخصيص موازنة سنوية لهم تقدر ب 7 % من الميزانية السنوية العامة بقيمة 44 مليون شيكل شهريا، ، تم إنشاء ( هيئة الأسرى والمحررين) التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية. ورغم ذلك إقتطع الإحتلال الصهيوني ( حكومة تل أبيب ) ما يوازي قيمة المخصصات المالية الشهرية من أموال الضرائب الفلسطينية ( المقاصة) وهددت البنوك الفلسطينية باللجوء لملاحقتها عسكريا ومصادر الأموال بحسابات الأسرى، بمبررات وجود حسابات خاصة للأسرى الفلسطينيين ، فأغلقت حسابات الإسرى في البنوك تحت الضغط الصهيوني وتحول الدفع المالي لهم عن طريق البريد !!!

– مئات الأسرى بالسجون العبرية الظالمة .. مرضى بأمراض مزمنة .. ولا علاجات كافية أو ملائمة .. مثل : مرضى السرطان أو القلب أو غسيل الكلي أو الكبد أو فقدان الذاكرة بسبب التعذيب والتنكيل ، أو مرضى السكرى أو ضغط الدم المرتفع أو الشلل النصفي .. إلخ .

– لا يخرج اي أسير فلسطيني من السجون الصهيونية بلا عاهة أو مرض مؤقت أو مزمن بسبب الأوضاع الصحية الرديئة السيئة ..

– انتفاضات الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية ، واضرابات مفتوحة عن الطعام متتالية .. اضرابات احتجاجية مطلبية .. لإنتزاع حقوق صحية أو ثقافية أو غذائية أو قضائية أو إعلامية أو زيارات الأهل أو الخروج من العزل الإنفرادي .. إلخ .

– الزنازين والسجون الصهيونية .. مقارعة مستمرة بين اسرى فلسطين ومصلحة السجون العبرية .. وتنقلات مستمرة للأسرى كإجراءات عقابية مؤلمة ..

– السجن والسجان في سجن واحد .. ووضع الكثير من الأسرى الفلسطينيين في زنازين إنفرادية ( العزل الإنفراداي لفترة : أيام أو اسابيع أو شهور أو سنوات طويلة بحجج ومبررات واهية كالتمرد على السجانين أو ضربهم أو رفض التجاوب مع المحققين اليهود أو الإضراب عن الطعام .

– أنواع الاعتقال والأسر في السجون الصهيونية : الاستدعاء والإحتجاز الاحترازي والتحقيق والمحاكيم العسكريين والمعتقلين الإداريين بتهم بالملف الأسري المزعوم ..

– التعذيب البدني والنفسي من المعايير المعتمدة لدى الاحتلال الصهيوني ، وهي اساليب معتادة ومنتظمة وحرب نفسية مستمرة ..

– 226 سجينا سياسيا فلسطينيا قضوا نحبهم في السجون الصهيونية ، وخرجوا شهداء .

– الاحتلال الصهيوني يحتجز الكثير من جثامين الشهداء الأسرى أو الذين قضوا نحبهم بمقاومة الاحتلال الصهيوني والمستوطنين اليهود ..

– الفئات الإعتقالية : جميع الفئات الاجتماعية الفلسطينية : الأطفال والشباب والشابات والنساء والكبار في السن .. وهناك أطفال ولدوا من أمهاتهم الحوامل مسبقا في السجون الصهيونية الظالمة ..

– عشرات آلاف الأسرى الفلسطينيين اعتقلوا مرتين أو أكثر اعتقالا إداريا أو للتحقيق أو الحكم العسكري الظالم ..

– الكثير من الأسرى وضعوا قيد الإقامة الجبرية في مناطق سكانهم أو طلب منهم الحضور اليومي في مدن أخرى خارج اماكن إقامتهم .. أو أعطوا سابقا الهويات الخضراء العقابية لمنعهم من الانتقال لمحافظات أخرى أو لتمييزهم عن المواطنين العاديين كخطيرين جدا على الأمن الصهيوني ..

– مئات الأسرى الفلسطينيين ممن حكم بالمؤبدات .. يحكم كل فلسطيني قتل يهوديا بالمؤبد وعشرات السنوات الإضافية زيادة عبر المحاكم العسكرية الصهيونية الجائرة الظالمة .. بينما كل يهودي يقتل فلسطينيا يوصف بالمجنون لاطلاق سراحه ، أو تخفيف حكمه .. يسجن كل يهودي قتل فلسطينيا بالتوقيف او الحبس اربعة اسابيع ، ثم يطلق سراحه ، والجندي الذي يقتل فلسطينيا يتم ترقيته لرتبة أعلى في الجيش الصهيوني ..

– حولت الحركة الأسيرة الفلسطينيية السجون الصهيونية إلى منابر ثقافية وجامعات فلسطينية مصغرة لتعليم الأسرى في كافة المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها .

– تمت عدة عمليات تبادل للاسرى الفلسطينيين وجنود الاحتلال الصهيوني خلال 73 عاما ، بين حركات المقاومة  المسلحة الفلسطينية وحكومة تل أبيب ، منذ نكبة فلسطين عام 1948 .. وكان آخرها عملية وفاء الأحرار في تشرين الأول 2011 .. وهناك جنود يهود اسرى لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ( 4 جنود وربما 5 جنود ) .. والحركة الأسيرة بانتظار عملية التبادل الجديدة القادمة للخروج من غياهب السجون والزنازين الظالمة .

– ظاهرة جديدة برزت قبل عدة أعوام ، في حياة الحركة الأسيرة الفلسطينية تمثلت بإخراج الماء الدافق ( النطف المهربة من السجن الصهيوني من الأسير الفلسطيني بطرق آمنة ) ، لتلقيح طبي ( لمن يرضين ويوافقن من الزوجات على ذلك ) ، لبعض زوجات الأسرى من ذوي المحكوميات الطويلة أو من ذوي المؤبدات الكثيرة ، لإنجاب المواليد من خلف السجون بشهادات طبية وعائلية وشعبية معترف بها فلسطينيا : رسميا وشعبيا ، للتكاثر الفلسطيني والحفاظ على التناسل الطبيعي قبل العجز والكبر في السن .

– السجون الصهيونية لأسرى فلسطين تختلف كليا عن سجون السجناء اليهود السياسيين أو الجنائيين ، فلا زيارات عائلية إلا لقلة قليلة من أسرى فلسطين بينما هي زيارات عائلية منتظمة للسجناء اليهود ولفترة أطول ، ويسمح للسجناء اليهود بالزواج وهم في السجن أو الخروج بإجازات الأعياد اليهودية ..

– الزي الرسمي للأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية هو الزي البني أو الزي الأزرق ( الكحلي ) .. فالزي البني يرمز إلى الحقبة الزمنية لألمانيا النازية زمن الزعيم الألماني ( ادولف هتلر ) المتهم بتعذيب اليهود والتنكيل بهم باسم ( ذوي القمصان البنية ) ، وهو لباس يفترض العمل على تغييره لأن اسرى فلسطين ليسوا نازيين بل هم دافعوا عن الوطن الفلسطيني ، وطن الآباء والأجداد .. وكذلك يوزع على الاسرى اللباس الأزرق ( الكحلي ) وهو الزي بلون العلم الصهيوني الأزرق ( الكحلي ) لإذلال اسرى فلسطين ، وكناية عن تبعيتهم ومعاقبتهم بالأحكام الصهيونية وهي إسقاطات أمنية وعسكرية وسياسية صهيونية ماكرة وخبيثة ، على أبناء الحركة الأسيرة الفلسطينية .

دعاء للأسرى الميامين الأبطال .. دعاء الخروج من السجن ..

اللهم فك اسر اسرانا عاجلا غير آجل .. اللهم لم شملهم مع أهلهم وابناء شعبهم وأمتهم ..

يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)}( القرآن الحكيم ، الأنبياء ) .

والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم .

تحريرا في يوم السبت ( يوم الأسير الفلسطيني ) 5 رمضان 1442 هـ / 17 نيسان 2021 م .

أضف تعليق