مذكراتي الإنتخابية .. كيفية إختيار المرشحين للإنتخابات البرلمانية الفلسطينية ( د. كمال إبراهيم علاونه )


مذكراتي الإنتخابية .. كيفية إختيار المرشحين للإنتخابات البرلمانية الفلسطينية

د. كمال إبراهيم علاونه

أستاذ العلوم السياسية والإعلام

نابلس – فلسطين

أنواع المرشحين للإنتخابات البرلمانية

===========

هناك العديد من الفئات الإجتماعية التي تتقدم الصفوف من تلقاء نفسها أو بتكليف أو بتزكية من غيرها، للترشح والترشيح في القوائم الإنتخابية لإنتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني، وفيما يلي أهم أنواع المرشحين :

أولا : المرشح العصامي المتميز :

هو المرشح الذي يعرف ما ينوي عمله، قانونيا وسياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا وإعلاميا، وهو المرشح العارف، ويشارك في الحوارات والنقاشات الإنتخابية البرلمانية بصورة مخططة ومبرمجة . وهذا النوع من المرشحين هو من الذين يتمتعون بقوة شخصية وديناميكية وحيوية عالية، وهو أقوى أنواع المرشحين .

ثانيا : المرشح المغامر البراغماتي : وهو المرشح الذي يريد الترشح في أي قائمة إنتخابية يستطيع الدخول إليها، بشتى الوسائل والطرق، ويقضي وقتا طويلا في البحث عن قائمة إنتخابية تناسبه نفسيا وسياسيا واجتماعيا وإقتصاديا. فإذا ما دخل قائمة إنتخابية ولا يجد له فيها المكان البارز المرموق سرعان ما يتركها لانه لا يعجبه العمل في قائمة معينة فيحاول الإنخراط في قائمة جديدة غيرها ، ثم ما يلبث أن يغادرها بسبب ضيق الأفق واليأس والقنوط من موقعه الرقمي فيها الذي يعتقد أنه لا يناسبه.

ثالثا : المرشح الصامت : وهو المرشح الإتكالي المتواكل الخامل الذي يبحث عن ترتيب متقدم في قائمة إنتخابية ولا يشارك في بذل أي مجهود فكري أو سياسي أو إجتماعي أو مساهمة مالية أو دعاية إنتخابية فعالة. وينتظر من مرشحي القائمة الآخرين لحمله للفوز معهم.

أشكال الترشيح

للترشيح في قائمة التمثيل النسبي الكامل، لإنتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني في 22 أيار 2021 م هناك عدة أشكال كالآتي :

1) المرشح الحزبي الذي يعتمد على الآخرين، فيطلب ترشيح نفسه أو يوحي لجماعة تطرح اسمه لترشحه في قائمة جهة معينة، من الحركات أو الفصائل أو الجبهات أو الأحزاب السياسية.

2) المرشح المستقل : وهو المرشح الذي يسعى لدخول قائمة إنتخابية برلمانية وإنتظار إحدى الهيئات المشرفة لدعوته للمشاركة فيها، فمنهم من يطلب دراسة الأمر او التفكير أو الإستشارة أو الإستخارة الإسلامية .

3) المرشح المبادر : وهو المرشح القيادي الذي يبادر ذاتيا لتأسيس قائمة إنتخابية مستقلة بالإشتراك مع مرشحين آخرين، ثم ينادي أو يطالب الآخرين بالإنضمام إلى قائمته، فالبعض يوافق والبعض الآخر يتريث، إما لدراسة إقتراح الترشيح أو للرفض الدبلوماسي المتدرج اللاحق .

4) المرشح العادي اللامبالي : وهو المرشح العادي اللامبالي الذي يرغب في إدراج اسمه في قائمة إنتخابية معينه ولا يهمه ترتيبه الرقمي فيها.

5) المرشح الطماع : وهو المرشح الذي يرغب في إدخال اسمه في صدارة قائمة إنتخابية ويقاتل بشراسة في سبيل ذلك، ويبقى ساكنا ولا يريد بذل أي جهد وينتظر بإلحاح الموافقة على رقمه المتقدم.

6) المرشح الباحث عن الترشيح بقائمة إنتخابية : وهو المرشح الذي يلاحق القوائم الإنتخابية شخصيا أو عبر جماعته أو يتابع عملية إنشاء القوائم الإنتخابية عبر الإعلام وخاصة الشبكات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.

7) المرشح المخترق : المدفوع أمنيا أو سياسيا، من جهة ما معادية، داخلية أو خارجية، لإخنراق القائمة أو القائمين عليها ومعرفة خططهم واستعداداتهم للفوز، وذلك لإفشالهم وعدم تمكينهم من دخول حلبة المنافسة الإنتخابية البرلمانية في أي مرحلة من مراحلها .

8) المرشح الإنتهازي : وهو المرشح المنافق الذي يبتز القائمة الإنتخابية ماليا وسياسيا ، فيحاول أن يجعل له في كل عرس قرص، بإستغلال قلة الموارد المالية للقائمة فيحاول الظهور بمظهر الحريص المنقذ لمرشحي القائمة الإنتخابية فيبادر للمساهمة المالية الجزئية أو الكلية. التي تغطي الرسوم المالية للتسجيل ورسوم التأمين المالي المطلوب دفعه مسبقا وربما بعض تكاليف حملات الدعاية الإنتخابية .

على العموم، أقدم نصيحة ذهبية لمنسقي ومؤسسي القوائم الإنتخابية، بأن يفرزوا المرشحين الجديين من غير الجديين، وهناك عدة وسائل الإختبار، منها ما هو سياسي أو إجتماعي أو إعلامي أو مالي، وأن يتم الفرز للمرشحين الصالحين المصلحين من ذوي الشخصيات القوية، في بدايات التشكيل وغربلة المرشحين غير الجديين أو لديهم الخوف أو التردد أو اللامبالاة أو الإرهاق أو قلة الحيلة ، لأسباب نفسية أو أمنية أو سياسية أو إقتصادية إجتماعية. وكل ذلك من أجل الإنتقال من مرحلة التأسبس إلى مرحلة الإنطلاقة والتنفيذ والتعامل مع الجهة المشرفة على الإنتخابات ( لجنة الإنتخابات المركزية الفلسطينية) ثم التلاقي مع الجمهور الإنتخابي ووسائل الإعلام الجماهيرية.

على أي حال، من يصمد من المرشحين والمرشحات في القائمة الإنتخابية، حتى نهاية العملية الإنتخابية هم من المرشحين، من ذوي الشخصيات القوية والإرادة الفولاذية، مما يعملون بروح الفريق الواحد، بتكاملية تامة وتوزيع الأدوار، يدا بيد وكتفا بكتف ويؤمنون بقرارهم ويمارسون قناعات راسخة في أذهانهم .

وأما من ينسحب من المرشحين سواء في بداية أو أثناء تشكيل القائمة الإنتخابية المترشحة للمجلس التشريعي الفلسطيني أو بعد التسجيل الأولى فإنه يكون إما أن نفسه الإنتخابي قصير جدا، أو لأمراض مزمنة أو طارئة برزت وإشتدت، أو أنه تعرض لضغوطات جهوية أو معيقات مالية أو إبتزازات أو إملاءات أو تهديدات أمنية أو سياسية رسمية أو حزبية أو لظروف عائلية أو ممن يخافون على فقدان وظائفهم الرسمية التي يعتاشون منها خاصة وأن النجاح في العملية الإنتخابية غير مضمون النتائج وغيرها .

========

كيفية إنتقاء المرشحين والمرشحات

=========

لإختيار المرشحين الصالحين المصلحين، المناسبين ضمن القائمة الإنتخابية، الحزبية أو الشعبية المستقلة لا بد من الأخذ بعين الإعتبار المعايير والمقاييس التالية :

أولا : الكفاءة العلمية.

ثانيا : قوة الإرادة والتأثير والتصميم.

ثالثا : الفحص والمسوح الشاملة : النفسية والعائلية والأمنية والسياسية والثقافية والإعلامية والنضالية والدينية والصحية والإقتصادية، لإنتقاء الأمثل والأنسب والأصلح للمعركة الإنتخابية .

رابعا : التجربة والخبرة العملية المؤسسية والجماهيرية .

خامسا : التوزيع الجغرافي والجهوي : التوزيع على المحافظات الفلسطينية والمثلث الإجتماعي ( المدن والقرى والمخيمات).

وأخيرا، يمكننا القول، إن إنتقاء المرشحين لقوائم التمثيل النسبي الكامل، في الإنتخابات البرلمانية الفلسطينية الثالثة المقررة في يوم السبت 22 أيار 2021 م، ستكون على المحك الفعلي الحقيقي ، سواء أكانت القوائم الحزبية : الحركية والحزبية والجبهوية والأكاديمية والمهنية والتكنوقراط المستقلة، فهل ستفضل الكفاءة العلمية والتقوى والصلاح والمؤسسية والحضور الشعبي وقوة الشخصية أم ستقدم شخصيات الفساد والإفساد وتطعمها بشخصبات صالحة ومصلحة وتزج بشخصبات الولاء والموالاة والمحسوبية والعائلية والطاعة العمياء والتبعية الشخصية . فانتظروا إنا منتظرون. وإن غدا لناظره قريب.

والله ولي التوفيق والسداد والنجاح الدائم.

تحريرا في يوم الأحد 16 رجب 1442 هجرية / 28 شباط 2021 م.

أضف تعليق