وطن .. مواطن .. مواطنة .. وطنية – طن .. بالإجماع البياني واللغوي والرقمي .. ولا للتوطين الخارجي (د. كمال إبراهيم علاونه)


وطن .. مواطن .. مواطنة .. وطنية – طن .. بالإجماع البياني واللغوي والرقمي .. ولا للتوطين الخارجي (د. كمال إبراهيم علاونه)

نشرت بواسطة: شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج ) في حديث إسراج – د. كمال إبراهيم علاونه, فلسطين الكبرى 2016-10-12 التعليقات على وطن .. مواطن .. مواطنة .. وطنية – طن .. بالإجماع البياني واللغوي والرقمي .. ولا للتوطين الخارجي (د. كمال إبراهيم علاونه) مغلقة 612 زيارة

 

وطن .. مواطن .. مواطنة .. وطنية

طن .. بالإجماع البياني واللغوي والرقمي

ولا للتوطين الخارجي

 

د. كمال إبراهيم علاونه

أستاذ العلوم السياسية والإعلام

رئيس شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )

نابلس – فلسطين

سنن الترمذي – (ج 12 / ص 434)

عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ ابْنِ حَمْرَاءَ الزُّهْرِيِّ قَالَ

رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقِفًا عَلَى الْحَزْوَرَةِ فَقَالَ :” وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ ” .

هل الوطن للجميع ؟؟!

هل يعيش فيه الجميع سواسية كأسنان المشط ، بحرية وكرامة ومساواة وعدالة ؟.

هناك وجهات نظر متباينة .. فالأصل والعمومية أن يأخذ كل ذي حق حقه ، وأن لا يمنع منه .. ولكن المتسلطين على ما يسمى بالأمن من الطغاة والبغاة يحاولون فرض أجنداتهم على غيرهم ، فيستأثرون بامتيازات الوطن ويحرمون غيرهم من السواد الأعظم من الناس من حقوقهم ويطالبونهم بتقديم واجباتهم بصورة مفروضة وإلزامية لا تقبل الجدل والنقاش ، حيث يتم فيه إخماد الأنفاس ، بلا رقابة أو مهابة ويتم الضرب بين الأخماس والأسداس .. وفرض الضرائب الباهظة على كل رأس ..

وسؤال وجيه يطرح ذاته بذاته : لماذا يتحكم بعض المتنفذين أمنيا وسياسيا بموارد الوطن الطبيعية والبشرية ؟؟؟ ولماذا يحرمون غيرهم من إقامة ما يناسبهم من مشاريع خدمية أو تجارية أو ثقافية أو فكرية أو سياحية أو صناعية أو زراعية ، حسب القانون العادل ، وليس حسب القانون الفاشل ، باشتراطات دنيئة مثل ما يسمى بالمسح الأمني أو حسن السيرة والسلوك أو الموالاة العامة والخاصة ؟؟! ..

الكثير من أبناء الشعب يعيشون في غربة وإغتراب نفسي وإجتماعي وسياسي وأمني واقتصادي وإعلامي ورياضي وثقافي وتعليمي .. بسبب أباطرة الأمن المفقود أصلا في المجتمع المحلي .. أو بسبب الفلتان والإنحلال الأمني المستشري في البلاد .

الوطن والمواطن والمواطنة والوطنية تحت الاختبار ، الفردي والجماعي والشعبي .. في هذا العالم عموما وفي الديار الفلسطينية المقدسة خصوصا .. وتجتمع جميعها في حرفين هما ( طن – ط ن ) والطن يساوي بالمقاييس والموازين 1000 كغم فقط ، دون زيادة أو نقصان ؟؟! ولكن فعليا لا حساب له إلا بالنزر اليسير من الغرامات البسيطة .. فلا وجود للكيلو غرام أو الطن من الكيلوات أو الغرامات ..

ولا فرق في هذا الميزان بين مواطن ومواطن ، أو بين مسؤول ومواطن ، مع حفظ جميع الأسماء والمسميات والألقاب دون التنابز بها وفيها ومنها ..

ولكن يا ترى من يقيم من ، ومن يقوم من ؟؟! هل يقوم المواطن المسؤول أم العكس ؟؟!

الوطن والمواطن والمواطنة والوطنية .. كلها كلمات ومصطلحات وعبارات صغيرة في حروفها ، كبيرة ومرنة وفضفاضة ، في جواهرها ومعانيها ودلالاتها ، ومترابطة مع بعضها البعض ، شاء من شاء وأبى من أبى .. ولكن موزعة ومفقودة على أرض الواقع ، من الناحية العملية .

المقام الأول :: الوطن – باعتباره الموطن أو الأرض الجغرافية التي تأوي الشعب المكون من أنواع المواطن من : المواطن العادي أو المقيم العادي أو الساكن الطارئ أولا .. وحب الوطن من الإيمان ..

المقام الثاني :: المواطن – باعتباره صاحب الأرض ، الذي يعيش فيها ويستثمرها ويستغلها ثانيا .. وأحيانا يقزم في إغترابه وغربته وغرابته وتغريبته ..

المقام الثالث :: المواطنة – باعتبارها حقوق وواجبات للمواطن ثالثا .. وهي أعلى القيم والمثل العليا للجميع في أرض الوطن الذي يفترض أن يكون للجميع بلا استثناء ..

المقام الرابع :: الوطنية – باعتبارها حب المواطن للوطن رابعا .. وهي حالة فريدة من نوعها في الوطن ، يقترن فيها المواطن بالوطن ، وتقترن به الوطنية طوال حياته .

في الترتيب الحسابي – كلها بموازاة بعضها البعض دون ترتيب عددي .. ولكن في الحسابات العليا – يتم تجزئتها لتسهيل الفهم والتفهيم والتعامل والتعاطي من البيانات والمعطيات الاحصائية والسكانية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية والدينية والثقافية والإعلامية ..

وهناك مصطلح طحالبي طرحه ويطرحه البعض الأجنبي ، وهو التوطين .. وهو مصطلح مكروه لدى النازحين واللاجئين الفلسطينيين ، لأن حق العودة يراودهم وأبنائهم وأحفادهم .. فمن غير المستساغ إضافة كلمة التوطين للكلمات السابقة : الوطن والمواطن والمواطنة والوطنية .. فإذا كان مصطلح إعادة التوطين في أرض الوطن المقدس وإزالة الدخلاء من الطارئين الأجانب عن الوطن فهذا مبدأ وطني وديني وإنساني بامتياز .. وأما التوطين خارج الوطن فهو منبوذ وسيء وقميء في الآن ذاته . ويشمل المصطلح الوطني أو الوطنية القطرية الجغرافية والقانونية والولائية ، سياسة المناداة بالعلمانية واليسارية والإلحادية ونادرا ما تشمل الحياة الدينية .. ولهذا اصبحت الوطنية لا تطاق في عالم التكتلات والاندماجات والتحالفات والاتحادات الإقليمية والقارية والدولية ، بمسميات سياسية أو اقتصادية أو ثقافية أو دينية أو فكرية أو إعلامية أو رياضية أو فنية وخلافها .

وفي فلسطين ، يكره الشعب المسلم العربي الفلسطيني كلمة الاستيطان اليهودي الصهيوني الأجنبي لربوع الوطن الغالي ، من أقصاه إلى أقصاه .. ومن شماله إلى جنوبه .. ومن شرقه إلى غربه .. للمستقدمين من المستوطنين اليهود من شتى بقاع العالم في هجرات استعمارية إمبريالية نتنة ومقيتة ..فالتوطين مضاد للوطنية والمواطنة والمواطن بحد ذاتها .

وكلمة الوطنية ربما لا تروق للعالميين .. فينادون بالعالمية والطوباوية والمثالية لاجتياز الحدود القطرية الضيقة والانطلاق نحو الأفق الجغرافي الواسع أو الأوسع ، كالوطن العربي الكبير ، والوطن الإسلامي الأوسع ، والعالم الأرحب ليشمل الكرة الأرضية ..

هناك فرق بين الوطنية والإعتداء على الوطن والمواطن والمواطنة .. من أي جهة كانت .. وبأية صفة رسمية أو قانونية أضاءت لنفسها اي نوع من الأضواء الخضراء أو البرتقالية أو الحمراء أو الصفراء أو الزرقاء أو السوداء ، الخافتة أو الغامقة أو الداكنة ، العادية أو المائلة .. مغلفة بسفاهة سياسية حزبية قبلية ضيقة .. فيطلق على الوطن المهيمن عليه بالوطن المسلوب والمنهوب بلا وجه حق .. فالضياع الوطني لا يغتفر ، وتحريم العيش الكريم على المواطنين في وطنهم جريمة بل خطيئة كبرى لا تمحى بجرة قلم أو بأمر أو نهي سياسي أو امني أو اقتصادي أو غيره . فالكثير من الناس يعيشون في وطنهم بلا وطن ، ويعانون من البلاء والمحن ، بفعل فاعل غير مستقيم ، فيدفع المواطن من ماله ومن عمره ومن دمه الثمن .. مجانا بلا ثمن .. فيلعن الوطن .. ويلعن الوطنية المزيفة بمرور الدهر والزمن .

فالوطن هو المنزل ومسقط رأس الإنسان ، ومأوى قبره ، في أرض الآباء والأجداد ، والأحفاد القادمين إن شاء الله تبارك وتعالى .. فلا شيء يعدل الوطن .. ولا وجود لما يسمى بالوطن العالمي المترامي الأطراف .. لأن الإنسانية تائهة وضائعة في هذا العصر والأوان .

فالوطن هو رمز من رموز ومعاني الحياة الشريفة الكريمة ، المستندة إلى العزة بعيدا عن الذل والإهانة ، من الأنذال المحليين الداخليين والخارجيين ، مهما كانت لغاتهم وأطيافهم وأطباقهم وألوانهم وجنسياتهم وأعراقهم وأنسابهم .. إلخ .

ويردد البعض : الدين لله والوطن للجميع .. في كلمة الحق التي يراد بها الباطل بكل أطيافه وذويه وأتباعه وتداعياته . فالدين هو دين الله ( الإسلام ) الذي إرتضاه لعباده أجمعين على وجه البسيطة ، والوطن هو للجميع ، ولكن عن أي جميع يتحدث هؤلاء ؟؟؟ .هل هو الفرد أم الأفراد أم الجماعات أم الحزب الحاكم أم ماذا ؟؟؟

وكما يقول الشاعر العربي الفلسطيني إبراهيم طوقان :

وطن يباع ويشترى وتصيح فليحيا الوطن ..

لو كنت تبغي خيره لبذلت من دمك الثمن ..

ولقمت تضمد جرحه لو كنت من أهل الفطن ..

ونضيف دائما عبارات وطنية :

أحبوا الوطن .. احبوا الوطن .. أحبوا الوطن ..

عاش الوطن .. عاش الوطن .. عاش الوطن .

والله ولي المؤمنين . سلام قولا من رب رحيم .

يوم الأربعاء 11 محرم 1438 هـ / 12 تشرين الأول 2016 م .

أضف تعليق