الجماد والكائنات الحية بحسبان .. الثبات والحركة لا يلتقيان (د. كمال إبراهيم علاونه)


الجماد والكائنات الحية بحسبان .. الثبات والحركة لا يلتقيان (د. كمال إبراهيم علاونه)
نشرت بواسطة: شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج ) في حديث إسراج – د. كمال إبراهيم علاونه, موسوعة الإنسان 2016-10-12 التعليقات على الجماد والكائنات الحية بحسبان .. الثبات والحركة لا يلتقيان (د. كمال إبراهيم علاونه) مغلقة 657 زيارة
 
الجماد والكائنات الحية بحسبان .. الثبات والحركة لا يلتقيان
 
د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
رئيس شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس – فلسطين
 
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ :
{ الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6) وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9) وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (16) رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (18) مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (20) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (23) وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآَتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (24) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (25) كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (28) }( القرآن المجيد – سورة الرحمن ) .
وجاء في صحيح البخاري – (ج 20 / ص 65)
عَنْ عَطَاءٍ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :” لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى ثَالِثًا وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ ” .
الأرض : البشر والشجر والحجر .. السلام السرمدي المفقود في جميع الأزمان ..
الحب الثنائي : حب الأرض للسماء ، وحب السماء للأرض ، لا يفترقان .. ولكنهما منفصلان ..
السماء : الغيوم والسحاب والرعد والبرق وهطول المطر ، والصعود والهبوط
حب الأرض للسماء .. باتجاه الضوء وأشعة الشمس النهارية ، واشعة القمر الليلية
لا مطر بلا سماء .. ولا ماء بلا غيوم
وحب السماء للأرض : بإنزال المطر ، وإهباط الضوء : للبشر والشجر والحجر .. لإنتاج الثمر .. وتسخير الشجر والحجر لبني البشر ..
وما أدراك ما الثمر ؟ ثم ما أدراك ما الثمر ؟؟؟..
والهواء حيوي لكل الكائنات الحية ، لاستنشاق الأكسجين .. والحفاظ على التوازن بين الأعلى والأسفل و، الأسفل والأعلى ..
ليعيش الجميع في سلام .. من السلام وللسلام ومن أجل السلام ..
فالسلام موسمي ، وربما سنوي .. وليس مؤقت بين المكونات الثلاثة : البشر والشجر والحجر ..
فما أطمع الإنسان ؟؟!.. لو كان له واديا من ذهب لأبتغى واديان ..
ويضيق على بني جلدته ويعامله كالحيوان .. فلا طابت حياة الذل والإهانة والهوان ..
فيا ايها الإنسان .. لا تصبر على الظلم والظلام والطغيان ..
لا تيه للكائنات الحية : الإنسان والنبات والحيوان .. فكل له عنوان ، وكل له جريان .. البعض يجري للأمام والبعض يجري للخلف والبعض يصعد إلى أعلى بالعنفوان ..
وما بين التقدم والتخلف والثبات .. أمور ومسيرة حائرة ومحيرة في عالم الأكوان ..
ولا سلام سرمدي بين الكائنات الحية بالرهان .. بل مصالح وقتال وسباق وثورة وتمرد وعصيان .. وربما هذيان .. والكل يسعى لرزقه كالولهان ..
فالجماد ثابت وربما متحرك بحركة الإنسان ..
والإنسان يتغير بين لحظة وآن .. ويتطاول في البنيان ..
والحيوان يتنقل إلا إذا ربطه وحبسه وحشره الإنسان ..
والنبات يتحرك باتجاه السماء ليبلغ العنان .. ولن تطوله يد السجان ..
فالسجن للحيوان وايضا للإنسان ..
والسجين يجمع بين حياة السجين والسجان ..
فكلاهما يأكل من طعام واحد وكل له توهان ..
فالسجن والحرية ضدان منفصلان ..
وكل له درب كدربي المريخ والتبان ..
فبئس السجن للحيوان وكذلك الإنسان ..
فلا تسجنوا أنفسكم بسجن واحد في آن ..
فالحرية والكرامة لها مذاق وطعمان ..
طعم الحلاوة المميزة والمرارة بالاحتقان ..
فسبحان من جعل الشمس والقمر بحسبان ..
وسبحان من جعل النجم والشجر يسجدان ..
وسبحان مع رفع السماء ووضع الميزان ..
وسبحان مؤلف ومسير وحافظ الأكوان ..
فهو الله الواحد القاهر والعزيز الحكيم وهو الرحمن .
والله ولي الكائنات الحية . سلام قولا من رب رحيم .
يوم الأربعاء 11 محرم 1438 هـ / 12 تشرين الأول 2016 م .

أضف تعليق