القدس المحتلة والإنتخابات البرلمانية الفلسطينية 2021 .. على المحك العملي التطبيقي .. ( د. كمال إبراهيم علاونه )


القدس المحتلة والإنتخابات البرلمانية الفلسطينية 2021 .. على المحك العملي التطبيقي ..

د. كمال إبراهيم علاونه

أستاذ العلوم السياسية والإعلام

نابلس – فلسطين

القدس، ما القدس؟؟! وما أدراك ما القدس؟؟! ثم ما أدراك ما القدس؟؟! إنها حاضرة فلسطين وشعب الجبارين العربي المسلم في الأرض المقدسة، والأمتين العربية والإسلامية، في الماضى والحاضر والمستقبل .. ولن تكون إلا كذلك.. وستبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض وما فيها ومن عليها، باطنها وظاهرها وستمجد بالمجد والنصر العظيم .
الإنتخابات البرلمانية الفلسطينية الثالثة التي ستجرى في يوم السبت 22 أيار 2021 م .. القدس المحتلة هي المحافظة الفلسطينية الأولى من أصل 16 محافظة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة . فهي جزء لا تتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967 وتعتبر قلب البلاد . وهناك إجماع فلسطيني رسمي وشعبي وفصائلي بعقد الإنتخابات في المدينة المقدسة أسوة ببقية المدن والمحافظات الفلسطينية الأخرى . فالجميع يتغنى بأهمية القدس ومركزيتها الجغرافية والتاريخية والدينية والسياسية والإدارية والثقافية وغيرها ، وللقدس تمثيل بارز في معظم القوائم الإنتخابية الحالية ما إستطاعت إلى ذلك سبيلا .. ترى كيف سيكون الرد الرسمي والفصائلي والشعبي على الإحتلال الصهيوني إذا رفض إجراء الإنتخابات في القدس داخل الجدار العنصري الفاصل ؟؟!
لإجبار حكومة تل أبيب على الرضوخ لإجراء الإنتخابات البرلمانية الفلسطينية الثالثة هناك عدة خيارات وسيناريوهات الحل الفلسطيني الأمثل، فأي منها ستلجأ لها فلسطين قيادة وشعبا وفصائل بعددها أل 19 حركة وفصيلا وجبهة وحزبا سياسيا ، وقوائم إنتخابية بعدها أل 36 قائمة ، على النحو التالي :
1- الرد القانوني .. اللجوء لمجلس الأمن الدولي لإتخاذ قرار دولي بإعتبار القدس ( الشرقية ) أراض محتلة مع الضفة الغربية وقطاع غزة منذ 1967.
2 – الرد السياسي .. معركة وحرب سياسية داخلية وخارجية جزئية أو كلية.
3 – الرد الإعلامي .. حرب إعلامية
4 – الرد الإنتفاضي السلمي أو العنيف أو كليهما .. النفير الديني والتسخين الشامل في القدس المحتلة .. ففي ظل المعطيات الراهنة، هل فلسطين مستعدة لذلك فعليا ؟؟!
5 – الإستسلام والهروب وتأجيل الإنتخابات التشريعية الفلسطينية إلى أجل قريب أو بعيد .. لأسباب قاهرة وغير مؤاتية بسبب عدم الإستعداد الفلسطيني الكافي لعقد الإنتخابات البرلمانية الجديدة المستحقة منذ قبل 11 سنة في عام 2010, لأسباب داخلية ذاتية وموضوعية بحتة شتى، لإعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، وإتخاذ رفض الإحتلال الصهيوني الأجنبي كشماعة مخلخلة لتأجيل الإنتخابات لأجل مسمى في هذا العام أو غير مسمى حتى تسنح الفرصة بالإنتخابات.
6 – إلغاء الإنتخابات العامة الفلسطينية كليا : البرلمانية والرئاسية والمجلس الوطني الفلسطيني والبقاء في الوضع الراهن بلا إنتخابات . والعمل على التوافق والإتفاق الوطني على تشكيل حكومة إنقاذ وطني شاملة أو حكومة للفصائل الوطنية ضمن منظمة التحرير الفلسطينية فقط.
7 – الإستنفار الدبلوماسي للمجتمع الدولي ..
8 – إتباع طريقة الإنتخابات الفلسطينية في عامي 1996 و 2006 ( حسب إتفاقية أوسلو بإعتبار القدس مؤجلة لمفاوضات الحل النهائي ) عبر مكاتب البريد وخروج الناخبين الفلسطينيين للتصويت خارج مدينة القدس المحتلة واللجوء لمراكز التصويت في الضواحي والقرى القريبة والتمرير الصهيوني لهذه المسألة مع بعض العقبات والعراقيل الفنية والسياسية ..
9 – وضع صناديق الإقتراع في المسجد الأقصى والمساجد الأخرى وكنيسة القيامة أو في مقرات المؤسسات الأجنبية، علما بأن إتباع هذه الطرق ستتسبب بقلة الإقبال على تصويت المقدسيين .
10 – طرق أخرى .. ( كالتصويت الإلكتروني بمعايير دولية معتمدة ) أو غيرها . بإستثناء خاص كما هو حال الإستثناء الخاص باعتماد السجل السكاني المدني الوطني العام بدلا من السجل الإنتخابي في القدس المحتلة حصريا لظروف إستثنائية .
على العموم ، إن تمكين نحو 91 ألف مواطن َقدسي بسهولة يحق له الإنتخاب من أصل 2,662,595 ناخب فلسطيني في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، هي مسألة حيوية وجوهرية من كافة النواحي الإستراتيجية ، لرفض الرؤية الصهيونية الظالمة التي تعتبر القدس المحتلة عاصمة موحدة للكيان العبري وفق ما قررته صفقة القرن الأمريكية البائدة .
يا فلسطين ، إذا خيرت فاختاري ما بين حقيقة عاصمة فلسطين الأبدية والعاصمة الصهيونية المزيفة .. فمن سينتصر ويفوز في هذه الجولة الجديدة من التحدي والمواجهة الإنتخابية ؟؟!
القدس الشريف .. موعدنا كفلسطينيين أصليين ، وكأصحاب المدينة المقدسة وأصحاب الحقوق الوطنية والدينية والقانونية الشرعية ، وموعدهم السبت كقوة محتلة ومختلة ظالمة متجبرة .. في مواجهة وتحدي أصحاب السبت المتعنتين .. أليس السبت بقريب؟؟!
نعم وأجل وبلى، بأحرف كبيرة لإثبات الثوابت الوطنية الفلسطينية، شاء من شاء وأبى من أبى .
ويبقى القول، إن القدس الشريف هي عاصمة فلسطين الأبدية، فهي العنوان ولها العنفوان في كل زمان وآن، فهي المقدمة والطليعة مهما هيمن عليها الظلم والظلام والطغيان، فلها الحب والمودة في النفس والوجدان. والشعب الفلسطيني لن يتخلى عنها بتاتا مهما حلقت في أجوائها وسمائها الطيور الجارحة وغير المفترسة ومن بينها الببغاوات والغربان .. وأن المواجهة والحرب الدينية حتمية لتخليص القدس الشريف من الدخلاء الطارئين الغرباء مهما تأجلت أو تباعدت السنين العجاف أو تقاربت الأزمان.
والله ولي التوفيق والنجاح الدائم. سلام قولا من رب رحيم.
تحريرا في يوم الأربعاء 2 رمضان 1442 هجرية / 14 نيسان 2021 م .

أضف تعليق