أزمات القوائم الإنتخابية المستقلة والحزبية .. المشكلات المستعصية والحلول المثلى ( د. كمال إبراهيم علاونه )


أزمات القوائم الإنتخابية المستقلة والحزبية .. المشكلات المستعصية والحلول المثلى

=========

د. كمال إبراهيم علاونه

أستاذ العلوم السياسية والإعلام

نابلس – فلسطين

=========

قبل إسبوع، هاتفني صديقي الدكتور المبجل الكريم ، منسق قائمة إنتخابية مستقلة لإنتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني المقبلة ، قائلا : نواجه مشكلات متعددة في تشكيل قائمتنا البرلمانية المستقلة، حسب نظام التمثيل النسبي الكامل (دائرة الوطن الواحدة ل 16 محافظة ) المعتمد فلسطينيا من الناحية الرسمية والفصائلية والذي يواجه رفضا شعبيا حتى الآن، طالبا مساعدتي الحثيثة له بحكم خبرتي العملية وإطلاعي السياسي والإداري والقانوني العام، في محاولة سريعة لإيجاد الحلول المثلى.

وأهم هذه العقبات الأساسية والحلول الواقعية العملية حسب ما رأيتها واطلعت عليها مليا وفكرت فيها، وحللتها شخصيا ونفسيا وعلميا وسياسيا وجغرافيا وإداريا وفنيا وماليا وإنسانيا ، ما يلي :

أولا : الترتيب الرقمي ( العددي) للمرشحين : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16… إلخ.

الحلول المثلى لتوزيع أرقام المرشحين في القائمة :

أ) أولوية التسجيل والحجز الفعلي الحقيقي لدى منسق القائمة الإنتخابية المترشحة. مم يسجل ويحجز أولا، الأول والثاني والثالث والرابع والخامس.

ب) المساهمة المالية الكبرى في الرسوم المالية. من يسجل أولا ويدفع أولا له النصيب الأوفى والترتيب الأولى.

ج) القرعة اليدوية أو الإلكترونية بين المرشحين من طرف ثالث ( طفل أو طفلة) أو شخص غير مرشح للإنتخابات.

د) التوافق والتراضي بين مرشحي القائمة.

ه) التقدير العلمي حسب المعايير والمواصفات المعتمدة مسبقا لدى منسق عام القائمة والهيئة المشرفة لترتيب أرقام المرشحين.

6) الحالة الشخصية للمرشح : الشهرة والنجومية الإعلامية أو السياسية أو الإجتماعية أو الإقتصادية .. إلخ.

7) إعتماد حجم المحافظة المعنية التي يقيم فيها المرشح حسب التسجيل الرسمي لعدد الناخبين لدى لجنة الانتخابات المركزية في فلسطين.

8) حل القائمة جزئيا أو كليا : رفض إعتماد أو تسجيل المرشح أو المطالبة بإنسحاب كل من لا يلتزم بما تقرره الهيئة المشرفة على تشكيل القائمة أو المنسق العام للقائمة .

9) الإتحاد أو الإندماج في قائمة مستقلة أو حزبية أخرى.

10) الترشح في قائمة حزبية يكون الترتيب العددي فيها بالتعيين والفرض من الإدارة الحزبية العليا.

ثانيا : التوزيع الجغرافي :

حجم المحافظة الإنتخابي . يكون توزيع المرشحين حسب حجم المحافظة وعدد الناخبين ( السجل الإنتخابي) : الأكبر فالكبير فالمتوسط فالصغير فالأصغر.. إلخ.

ثالثا : الدرجات الجامعية العليا : يتم تنظيم الهيكل الإداري للقائمة الإنتخابية للبرلمان الفلسطيني حسب الدرجات الجامعية العليا ( الدكتوراه – الماجستير – البكالوريوس – الدبلوم المتوسط – الثانوية العامة). مع الأخذ بعين الإعتبار بضرورة إعتماد النقاط الترجيحة للكوادر التنظيمية للحركة الأسيرة ( الأسرى المحررين ) أو الجرحى أو عائلات الشهداء البررة.

رابعا : الحصة النسوية ( الكوتا ) : 1 3 7 11 15 19 .. من ستكون في الرقم الأصغر فالأوسط فالأكبر .. كيف السبيل إلى ذلك ؟؟!

يتم إعتماد توزيع المرشحات حسب الترتيب التالي : الشهادة العلمية ثم المحافظة الجغرافية ثم النجومية الإعلامية فالحضور الشعبي والمساهمة المالية الأكبر في الرسوم القانونية ونفقات الدعاية الإنتخابية وغيرها .

خامسا : التمويل المالي للقائمة :

كما جاء بالحديث النبوي الشريف : ( أنفق بلالا ، ولا تخف من ذي العرش إقلالا ). من يريد الترشح ينبغي عليه أن يساهم بالنفقات المالية التسجيلية وحملات الدعاية والإعلان الإنتخابية.

الرسوم المالية القانونية الإجمالية لتسجيل القائمة وتأمينها هي 20 ألف دولار منها 10 آلاف تأمينات مستردة بعد إنتهاء الإنتخابات . تقسم هذه التكلفة الكلية الأولية على جميع المرشحين والمرشحات بالتساوي.

الرسوم المالية للمرشح/ة بالحد الأدنى 1500 دولار . في القائمة الإنتخابية الحزبية غالبا لا يساهم المرشح بأية تكاليف مالية بتاتا. وأما المرشح في القائمة الإنتخابية المستقلة، فيفترض كما يلي :

1) الأصل الطبيعي أن يتقاسم المرشحون والمرشحات الرسوم المالية القانونية اللازمة للتسجيل لدى لجنة الانتخابات المركزية في فلسطين.

2) مساهمة لدى بعض المرشحين في التغطية المالية بصورة أكبر من النصيب المالي الإلزامي.

3) تبرع عائلي لبعض المرشحين.

4) هبة مالية قانونية غير مشروطة سياسيا من بعض الداعمين أو المشجعين للقائمة الإنتخابية من داخل الوطن.

سادسا : الخوف من الفشل الإنتخابي للقائمة الحزبية أو الفصائلية أو المستقلة ، أو عدم إجتياز نسبة الحسم الإنتخابي بنسبة 1,5% أو الحصول على نسبة عالية من التصويت لحجز 10 مقاعد أو 20 مقعدا برلمانيا أو أكثر أو أقل .

الأصل في المرشحين والمرشحات التوكل على الله ، والإنطلاق على بركة الله العزيز الحكيم جل جلاله، والإيمان الحتمي بالفوز وإجتياز نسبة الحسم الإنتخابي بل والطموح بالحصول على مقاعد برلمانية كثيرة، والتحلي بالأمل والسعي الجماعي بروح الفريق الواحد لحصد مقاعد برلمانية متعددة، وعدم الإلتفات لليائسين أو المحبطين الذين يقللون من شعبية المرشحين ويستخفون من حتمية الفوز للقائمة الإنتخابية للبرلمان الفلسطيني سواء أكانت قائمة إنتخابية مستقلة أو حزبية أو إئتلافية.

نصيحتي العامة والخاصة بعدم إستيعاب أي مرشح أو مرشحة لا يؤمنون بالنصر والعبور تحت قبة البرلمان فلا بد من الغربلة الطيبة الميدانية للمرشحين، الذكور والإناث، فمن يكون مترددا أو مستسلما للرسوب أو الهزيمة منذ البداية فلا داعي لإستيعابه ولا حاجة للقائمة الإنتخابية أن تضمه إليها. ونقول أيضا، إن التكلفة العامة إذا ما توزعت على جميع المرشحين فإن حملها سيكون أخف وأقل مالا.

ومن باب أولى، ومن أجل استمرارية عمل القائمة الإنتخابية المستقلة بعد الإنتخابات ، فإنه يجب الإتفاق والتراضي مسبقا بين مرشحي القائمة على تحمل الناجحين الفائزين في عضوية البرلمان جميع الرسوم المالية لتسجيل القائمة أو معظمها كنوع من العدالة أو الإنصاف.

وليعلم المرشحون أو المرشحات أن ترشيحهم ضمن قائمة إنتخابية سيسبب الشهرة الرسمية والعامة والخاصة لهم حتى وإن لم يفوزوا وربما سبمكنهم ذلك من تبوأ مواقع أو مؤسسات أخرى لاحقا ، وبالتالي ستكون الخسارة بعضوية البرلمان بسيطة : معنوية أو مادية ذات تأثير طارئ ومؤقت ولن يمتد لفترة زمنية طويلة .

سابعا : نواة القائمة الصلبة :

العمل الجماعي لتشكيل القائمة الإنتخابية المستقلة هو الأساس، وإن الركون الرئيسي على شخص واحد لتأليف القائمة الإنتخابية المستقلة أو اثنين أو ثلاثة سيكون شاقا ومتعبا. فلا بد من تشكيل هيئة عليا مشرفة للقائمة الإنتخابية المنتظرة . ومن من الضروري العمل على توزيع الأدوار في : وضع اسم القائمة وشعارها، وإستقطاب المرشحين والمرشحات من مختلف المحافظات الفلسطينية ، والدعاية الشعبية والإعلامية والمؤسسية الأولية، وتجميع الأموال اللازمة لتسجيل وتأمين القائمة، ووضع البرنامج الإنتخابي للقائمة، وجمع أسماء 3000 شخص من أصحاب حق الإقتراع لتلبية شروط التسجيل القانوني للقائمة الإنتخابية للبرلمان الفلسطيني لدى لجنة الانتخابات المركزية في فلسطين.

على أي حال، إن الإخلال بشروط النجاح والتقدم والتواصل لإنشاء القائمة الإنتخابية البرلمانية المستقلة، سيعرض القائمة للإبطاء والتأخير عن المواعيد الرسمية المقررة، وربما إلى الإضطرار لإنهاء القائمة المستقلة أو إلغائها وحلها، بسبب عدم التجاوب التشكيلي أو الهرمي أو الشعبي أو عدم تعاون المرشحين المحتملين .

أخي المنسق الكريم .. أختي المنسقة الكريمة..

لقائمة إنتخابية حزبية أو مستقلة أو إئتلافية برلمانية

كخبير سياسي، ومنسق قائمة إنتخابية مستقلة ( .. ) أقول هذه هي الحلول المثلى الواقعية والحقيقية المختصرة للمشكلات أو العقبات أو العثرات السياسية أو القانونية إو الإدارية أو الفنية أو المالية التي تواجه القوائم الحزبية أو المستقلة إستعدادا لخوض الإنتخابات البرلمانية الفلسطينية الثالثة التي ستجرى في يوم السبت 22 أيار 2021 م.

إلى الأمام، نحو تشكيل قوائم إنتخابية حزبية أو مستقلة أو إئتلافية ناجحة في فلسطين.

نترككم في حفظ الله ورعايته وحمايته، فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين .

ونحو سلطة تشريعية فاعلة وفعالة في فلسطين، جنبا إلى جنب مع السلطتين التنفيذية والقضائية.

والله ولي التوفيق. سلام قولا من رب رحيم.

تحريرا في يوم الأربعاء 3 شعبان 1442 هجرية / 17 آذار 2021 م.

أضف تعليق