قرة باغ – إعلان الحرب بين أذربيجان وأرمينيا في تجديد للنزاع الحدودي


أذربيجان – وكالات – شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج ) 

قالت وزارة الدفاع الأذربيجانية إن القوات المسلحة الأرمينية أطلقت النار على المناطق السكنية الواقعة على خط التماس في قرة باغ، بينما قالت وزارة الدفاع الأرمينية، فإن قرة باغ “تعرضت لهجمات جوية وصاروخية”.

وأعلنت الحكومة الأرمينية، حالة الحرب والتعبئة العامة في البلاد بسبب أحداث قرة باغ.

ألحق ذلك إعلان وزارة الدفاع الأذربيجانية أن القوات المسلحة الأذربيجانية شنت عملية هجوم مضاد على طول خط التماس بأكمله في قرة باغ.

وصرحت وزارة الدفاع الأرمينية أن أذربيجان فقدت ثلاث دبابات، ومن المفترض أن هناك “خسائر في القوات العاملة”، بينما أعلن الجيش الأذربيجاني عن تدمير 12 منظومة مضادة للطائرات تابعة لسلاح الجو الأرميني.

وكانت الاشتباكات العسكرية تجددت بين البلدين، وقت مبكر من صباح الأحد، مع إعلان وزارة الدفاع في أذربيجان أنها شنت هجوما مضادا على طول خط التماس بأكمله في قره باغ. وأعلن الجيش عن تدمير 12 منظومة مضادة للطائرات تابعة لسلاح الجو الأرميني.

وأقر برلمان أذربيجان، في وقت سابق اليوم، فرض الأحكام العرفية في عدد من المناطق والمدن بينها العاصمة باكو، وسط التصعيد المسلح.
فيما أعلنت أرمينيا عن التعبئة العامة في البلاد لمن هم أقل من 55 عاما، لمواجهة التصعيد بمنطقة “قره باغ”، وكشفت وزارة الدفاع الأرمينية أيضا عن مقتل 16 جنديا لديها وإصابة أكثر من مئة آخرين في إحصائية أولية.
كما أعلنت وزارة الدفاع الأرمينية عن وقوع خسائر مادية وبشرية في صفوف القوات الأذرية بفقدانها 3 دبابات ومروحيتين وثلاث طائرات مسيرة بجانب “خسائر في القوات العاملة”.
يذكر أنه سبق وبدأ النزاع في قره باغ في فبراير/شباط عام 1988، عندما أعلنت مقاطعة ناغورني قره باخ للحكم الذاتي انفصالها عن جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفياتية.

وفي سياق المواجهة المسلحة التي جرت في الفترة بين 1992 و1994، فقدت أذربيجان سيطرتها على ناغورني قره باغ وسبع مناطق أخرى متاخمة لها. ومنذ عام 1992 كانت وما زالت قضية التسوية السلمية لهذا النزاع موضعا للمفاوضات التي تجري في إطار مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، برئاسة ثلاثة رؤساء مشاركين – روسيا والولايات المتحدة وفرنسا.

وأورد موقع “غلوبال فير بور” الأمريكي مقارنة بين جيشي أذربيجان، الذي يحتل المرتبة 64 عالميا والجيش الأرميني الذي يحتل المرتبة رقم 111 بين أقوى 138 جيشا في العالم.

ويتجاوز عدد سكان أذربيجان 5 ملايين نسمة مقابل 1.6 مليون نسمة تعداد سكان أرمينيا.

ويصل للخدمة العسكرية في أذربيجان 3.7 ملايين نسمة ويصل إلى سن التجنيد سنويا 151 ألف شخص، مقابل 1.3 مليون يصلحون للخدمة العسكرية في أرمينيا التي يتجاوز عدد من يصلون إلى سن التجنيد فيها 44 ألف شخص سنويا.

ويضم جيش أذربيجان 300 ألف جندي بينهم 126 ألف جندي عامل والباقي قوات احتياطية، مقابل 200 ألف جندي بينهم 45 ألف جندي عامل في جيش أرمينيا.

وتتجاوز ميزانية دفاع أذربيجان 2.8 مليار دولار مقابل 1.3 مليار دولار للجيش الأرميني.

وتتكون القوات الجوية الأذربيجانية من 147 طائرة بينها 17 مقاتلة و12 طائرة هجومية وطائرة نقل عسكري و29 طائرة تدريب، إضافة إلى 88 مروحية بينها 17 مروحية هجومية.

وتتكون القوات الجوية الأرمينية من 64 طائرة بينها 9 طائرات هجومية و3 طائرات نقل عسكري و13 طائرة تدريب، إضافة إلى 37 مروحية بينها 20 مروحية هجومية.

ويمتلك الجيش الأذربيجاني 570 دبابة و1451 مدرعة و187 مدفع ذاتي الحركة و227 مدفع ميداني و162 راجمة صواريخ، بينما يمتلك الجيش الأرميني 110 دبابة و748 مدرعة و38 مدفع ذاتي الحركة و150 مدفع ميداني و6 8 راجمة صواريخ.

وبينما تمتلك أذربيجان 31 سفينة حربية متنوعة بينها 4 غواصات وفرقاطة و13 سفينة دورية و7 كاسحات ألغام، فإن أرمينيا لا تمتلك أساطيل بحرية.

ويوجد في أذربيجان 37 مطار وأسطول تجاري مكون من 313 سفينة وميناء، فإن أرمينيا يوجد بها 11 مطارا وليس لها موانئ بحرية.

وتصل مساحة أذربيجان إلى 86.6 ألف كيلومترا مربعا ولها حدود مشتركة مع دول أخرى طولها نحو 2.4 كيلومترا، بينما تصل مساحة أرمينيا إلى نحو 29.7 ألف كيلومترا مربعا وطول حدودها نحو 1570 كيلومترا.

تاريخ الصراع

وتعد المواجهات الحالية هي الأسوأ منذ عام 2016، وتنذر باندلاع حرب واسعة بين أرمينيا وأذربيجان اللتين خاضتا صراعا على مدى عقود للسيطرة على ناغورني قره باغ، بحسب إذاعة صوت ألمانيا “دويتشه فيله”.

الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف تعهد بالانتصار على القوات الأرمينية، بالقول: “قضيتنا عادلة وسننتصر”.

وكرر علييف اقتباسا شهيرا من خطاب الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين في روسيا خلال الحرب العالمية الثانية: “الجيش الأذربيجاني يقاتل على أرضه”، بحسب “دويتشه فيله”.

بينما أعلنت كل من أرمينيا ومنطقة ناغورني قره باغ الأحكام العرفية والتعبئة العامة.

وقال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان: “استعدوا للدفاع عن أرضنا المقدّسة”.

ولفتت “دويتشه فيله” إلى أن الانفصاليين الأرمينيين انتزعوا قره باغ من أذربيجان في حرب اندلعت في تسعينيات القرن الماضي أودت بحياة 30 ألف شخص، مشيرة إلى أن المحادثات لحل النزاع توقفت منذ اتفاق لوقف إطلاق النار تم إبرامه في 1994.

وتفصيلا ، شهد إقليم “قره باغ” المتنازع عليه بين دولتي أذربيجان وأرمينيا معارك، استخدم فيها سلاح الطيران والدبابات، وأسفرت عن إسقاط طائرة مروحية لأذربيجان على الأقل.

معارك تشتعل على الأرض

وذكرت وكالة الأنباء الأذربيجانية الرسمية “أذرتاج” اليوم، الأحد 27 من أيلول 2020 ، أن الجيش الأذربيجاني شن هجومًا معاكسًا ضد “العدو ” على طول خط الجبهة لردع الهجوم وضمان سلامة السكان.

وبحسب “أذرتاج”، استخدم الجيش الأذربيجاني الدبابات والمدفعيات والطائرات، والطائرات من دون طيار، بقصف مواقع في خط الجبهة، قُتل فيها جنود ودمرت منشآت عسكرية ومدرعات أرمينية.

وأسقطت أرمينيا طائرة مروحية تابعة للقوات الأذربيجانية، بحسب الوكالة.

بالمقابل ذكرت وزارة الدفاع الأرمينية، اليوم، أن القوات الأذربيجانية شنت هجومًا على طول خط التماس باستخدام المدفعية والطائرات من دون طيار، واتهمتها باستهداف مناطق مدنية، بما في ذلك العاصمة ستيباناكيرت، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الأرمينية الرسمية “أرمن برس“.

ونقلت الوكالة أن المتحدث باسم الرئيس الأرميني، أرايك هاروتيونيان، فهرام بوغوسيان، أن الجيش في أرتساخ (جزء من إقليم قره باغ يقع تحت سيطرة أرمينيا) يتصدى لهجمات أذربيجانية، وأن اشتباكات تدور هناك.

وأعلن الجيش الأرميني إسقاط مروحيتين وثلاث طائرات مسيرة للجيش الأذريبجاني.

وحملت وزارة الخارجية الأرمينية في بيان، القيادة السياسية والعسكرية لأذربيجان المسؤولية الكاملة عن الهجموم.

سوريون إلى صراع روسي- تركي؟

وتأتي المعارك بين البلدين وسط أنباء تداولها ناشطون (لم تستطع عنب بلدي التحقق منها)، عن تجنيد مقاتلين سوريين من قبل تركيا، عبر مندوبين في مناطق سيطرة المعارضة، للتوجه إلى أذربيجان والقتال إلى جانب الجيش الأذربيجاني.

وتقول الأنباء إن المقاتلين المجندين يجتمعون في مراكز محددة، منها قرية حوار كلس بريف حلب الشمالي، قرب الحدود السورية- التركية، ويستمر عقد التجنيد لمدة ثلاثة أشهر، لقاء راتب شهري يقدر بحوالي 1400 دولار أمريكي.

وأعرب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عدة مرات عن دعمه العنلي لأذربيجان، قائلًا، “لن تتردد تركيا في الوقوف في وجه أي هجوم ضد أذربيجان”.

بينما تدعم روسيا جمهورية أرمينيا وتمدها بالسلاح، وهو ما يزعج أذربيجان التي احتجت رسميًا لدى الروس على هذا الدعم.

ما جذر التوتر بين أذريبجان وأرمينيا؟

تكشف الاشتباكات الجديدة والقديمة، بين دولتي القوقاز، أن المشكلات بينهما يمكن أن تنزلق إلى حرب شاملة.

قديمًا تبادلت أذربيجان وأرمينيا الأعمال العدائية لأسباب عرقية ودينية وسياسية، لكن قضية مرتفعات “قره باغ” هي أكبر عقبة قائمة بين البلدين.

هذا الاختلاف تاريخي، إذ يعيش في أذريبجان غالبية مسلمة مع وجود تركي مكثف، بينما تعد أرمينيا دولة ذات غالبية مسيحية يسكنها أرمن بشكل أساسي.

كان ذلك قبل أن يضم الاتحاد السوفيتي سابقًا أذريبجان وأرمينيا، وأنشئت منطقة مرتفعات قرة باغ المستقلة داخل حدود أذربيجان بواسطة الاتحاد السوفيتي عام 1924.

وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي أواخر الثمانيات بدأ الخلاف بين الدولتين حول مستقبل المنطقة، وبدأت أولى الاشتباكات في 1988، واستمرت بشكل متقطع حتى 1991.

تقول أذربيجان إن جارتها أرمينيا تحتل نحو 20% من الأراضي الأذريبجانية منذ عام 1992.

وتضم الأراضي التي تسيطر عليها أرمينيا أجزاء من إقليم “قره باغ”، الذي يتكون من خمس محافظات.

ورغم وجود اتفاق لوقف إطلاق النار مبرم بين البلدين في 1994، فإن أذربيجان وأرمينيا تستمران بتبادل الاتهامات بشن هجمات حول الإقليم وعلى الحدود بينهما.

أضف تعليق