طهران – الرئيس الإيراني حسن روحاني يعلن إمكانية التفاوض مع الولايات المتحدة بعودتها للإتفاق النووي الحالي


طهران – وكالات – شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )

أعلن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم الثلاثاء 25 آب 2020 ، أن بلاده قد تخوض مفاوضات مع الولايات المتحدة حول صفقة نووية جديدة في حال عودة الإدارة الأمريكية للاتفاق الحالي الذي انسحبت منه.

وقال روحاني، في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون الإيراني: “سياسة الضغوط القصوى التي تنتهجها واشنطن ضد إيران فشلت بنسبة 100% حيث كان الهدف منها جر إيران إلى طاولة المفاوضات وهي في حالة ضعف”.

وأضاف الرئيس الإيراني: “كانت واشنطن ترمي إلى إجبارنا على المفاوضات عبر تقوية الدولار وإضعاف الريال الإيراني لكنها أدركت أن هذا الأمر غير ممكن… أمريكا أرادت خلق أزمة في إيران وأن يحتج الإيرانيون في الشوارع لكن سياستها منيت بهزيمة ساحقة”.

وشدد: “إذا كانت إدارة ترامب تريد اتفاقا معنا فإنه يتعين عليهم والحال هكذا العودة إلى الاتفاق (المبرم سابقا)، ولا يمكن توقيع اتفاق عبر ممارسة الضغوط”.

وأعلن الرئيس الأمريكي، يوم 8 مايو 2018، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران، التي يصفها بأكبر داعم دولي للإرهاب متهما إياها بالسعي للحصول على الأسلحة النووية.

ودعا ترامب كلا من روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، باقي المشاركين في الاتفاق، للانسحاب منه وبدء العمل على صفقة جديدة، بينما تصر هذه الدول على ضرورة الحفاظ على الاتفاق الحالي.

وأعلنت إيران، ردا على اغتيال الولايات المتحدة لقائد “فيلق القدس” للحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، يوم 3 يناير 2020، وقف الالتزام بالاتفاق حول برنامجها النووي.

وتفصيلا ، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الثلاثاء، ان الأعداء كانوا يحاولون استغلال تفشي فيروس كورونا ويحيكون مؤامرات ليتمكنوا من خلالها إغلاق جميع الأنشطة الاقتصادية في البلاد.

وقال روحاني في كلمة خلال مراسم تدشين مشاريع وطنية في مجال الصناعة والتعدين في محافظات يزد وفارس وكردستان، ان أعداءنا في بداية تفشي كورونا كانوا يحاولون حياكة مؤامرة وكانوا يقولون يجب وقف كل شيء في البلاد.

وأضاف: شعر الكثيرون بالغضب عندما أعلنا في منتصف أبريل أنه يجب استئناف الأعمال التجارية وعندما أعلنا في بداية كورونا أنه لا ينبغي إغلاق وحدات الإنتاج.

وأشار روحاني الى أعمال التحريض التي مارستها وسائل الإعلام الأجنبية ضد ايران وترويجها لضرورة اغلاق البلاد في بداية تفشي كورونا، قائلا، كانوا يريدون ادخال البلاد في أزمة وغلق كل شيء ، تماماً مثل دول اصطف فيها المواطنون في طوابير كبيرة للحصول على الخبز والمياه والوسائل الصحية ، أرادوا أن يحدث في ايران نفس الوضع.

وأكد الرئيس روحاني أن إيران قامت بعمل عظيم في مواجهة كورونا، قائلا، ان ثلاثة من قادة العالم قالوا لي أن ما قامت به إيران أصبح قدوة بالنسبة لنا في كيفية مواجهة كورونا وفي نفس الوقت الاستمرار في نشاطنا الاقتصادي.

وأضاف: نحن سعداء للغاية لأننا نجحنا في تدشين مشاريع تطوير مناجم الذهب في الاستكشاف والاستخراج خلال أسبوع الحكومة ، منوها الى أن الحكومة تولي أهمية خاصة الى قضية الذهب .

وأضاف: كما أن مناجمنا وبتروكيماوياتنا استطاعت أن تحل محل صادرات النفط، فإن التوسع في مناجم الذهب واستخراجه يمكن أن يكون بديلا للعملة الأجنبية وهو صفقة كبيرة، كما أبلغنا وزارة الصناعة والمناجم أن الحكومة جاهزة للاستثمار في مناجم الذهب، واليوم نجحنا في زيادة إنتاج الذهب 14 مرة مقارنة بعام 2013.

واكد روحاني ان الحكومة تولي اهمية خاصة لقطاع المعادن والفلزات والذهب لانها يمكن ان تكون غطاء للعملة الوطنية ، كما انها تساهم في صناعات مربحة جدا .

واشار روحاني الى ان ايران ورغم تداعيات مرض كورونا حققت انجازات كبيرة على الصعيد الاقتصادي ، موضحا ان الانتاج في البلاد شهد نموا واضحا خلال الاشهر الاربعة الاولى من العام الجاري مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي ، على سبيل المثال ان انتاج الحديد والصلب في هذه الفترة قد انخفض في معظم دول العالم بنسبة 6 بالمئة على الاقل ، لكنه في ايران ارتفع بنسبة 10 بالمئة ، وهذا الأمر نابع من اصرار الدولة على عدم وقف قطاع الانتاج بسبب كورونا بل توفير الظروف الصحية اللازمة لاستمرار النشاطات الاقتصادية.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قال مؤخرا ، إن إيران لا ترفض التفاوض مع واشنطن، لكنها لا تسعى إلى حوار استعراضي.

وأضاف روحاني في تصريحات صحفية اليوم الاثنين: “أمريكا طلبت منا اللقاء والتفاوض نحو 23 مرة خلال العامين والثلاثة أشهر الماضية”،

وأكد أنه على الولايات المتحدة رفع العقوبات قبل أي مفاوضات، موضحا أن “أي حوار مع أمريكا ينبغي أن يكون قائماً على رفع العقوبات أولاً عن طهران”.

وتابع روحاني : “الأمريكيون أرسلوا لنا رقم هاتف للاتصال بهم وظنوا أننا لن نصمد أمام العقوبات سوى بضعة شهور وسنبادر بالاتصال بهم”.

ولفت الرئيس الإيراني إلى أن “أمريكا لا تزال تمارس الضغوط علينا وأعاقت حصولنا على قرض من صندوق النقد الدولي لمكافحة كورونا”.

وأوضح أن إيران لا تسعى إلى حوار استعراضي بل إلى حل حقيقي، حسب تعبيره.

إلى ذلك ، صرح وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف أن الجمهورية الإسلامية الايرانية تسعى لمواصلة التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الظروف العادية وفي إطار المقررات الدولية ، معربا عن أمله في أن يستمر التعاون بين الجانبين في إطار مقررات الضمانات وبحسن نية من خلال حل الخلافات القائمة على أساس الثقة المتبادلة.

وشدد ظريف لدى استقباله اليوم الثلاثاء المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي الذي يزور طهران على راس وفدًا على ضرورة أن تلتزم الوكالة بمبادئ الحياد والمهنية في تعاملاتها.

هذا ووصف رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية علي اكبر صالحي محادثاته مع مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي التي جرت الیوم الثلاثاء وصفتها بانها کانت بناءة جدا وقال ان العلاقات بين ايران و الوكالة الدولية دخلت مرحلة جديدة.

واعرب صالحي في مؤتمر صحفي مشترك مع غروسي عن امله بأن تحمل زيارة الاخير الى طهران نتائج جيدة.

واضاف صالحی ان زيارة غروسي لطهران ستسهم في تعزيز التعاون المشترك بين ايران والوكالة الدولية معربا عن امله بان تحمل هذه الزيارة نتائج ايجابية لكلا الطرفين حيث يكون اداء الوكالة وفقا لنظامها وفي المقابل تقوم الجمهورية الاسلامية الايرانية بواجبها في اطار البروتوكول الاضافي.

ووصف محادثاته مع غروسي بانها كانت بناءة جدا حيث ستقوم الوكالة الدلية للطاقة الذرية بعملها بشكل تقني ومستقل كما ان نشاط ايران سيكون وفقا لتعهداتها.

ووصل غروسي الى طهران مساء امس الاثنين لاجراء محادثات مع المسؤولين الايرانيين في اول زيارة يقوم بها الى طهران بصفة مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وصرح باننا نمضي الى الامام ونعقد الامل على المستقبل معربا عن ثقته بان القضايا التي تهم ايران والوكالة الدولية سيتم حلها بشكل يرضي الجانبين.

واضاف ان الاعداء لا يقفون مكتوفي الايدي مما يستدعي العمل على احباط مؤامراتهم معربا عن ارتياحه بان الجمهورية اسلامية الايرانية تمكنت من خلال التحلي باليقظة والحكمة بادارة الظروف وستكون ايضا قادرة على ذلك في المستقبل.

وجدد شكره لغروسي و الوفد المرافق له والوكالة الدولية للطاقة الذرية واضاف ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لن تستسلم امام المطالب التي تطرح خارج اطار التزاماتها النووية مؤكدا ان ايران ستعمل على اساس تعهداتها كما ان الوكالة تعمل وفقا لاتفاقياتها مع ايران.

غروسي: الوكالة الدولية للطاقة الذرية تواجه ضغوطا

من جانبه أقر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي ان الوكالة الدولية تواجه ضغوطا.

وقال غروسي، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع صالحي، إنه يضمن ان الوكالة الدولية لاتغلغل فيها الا انها تواجه ضغوطا .

وأضاف: إننا لن نسمح بتأثير هذه الضغوط على نشاطاتنا مهما استطعنا وتابع: إنني أفخر بزيارة ايران مرة ثانية ومعرفتي تعود الى وقت طويل.

ولفت الى ان روح الصداقة والتعاون كانت سائدة بين الجانبين دائما وقال “كنت أعتزم زيارة ايران في العام الماضي الا ان الزيارة لم تتم بسبب تفشي كورونا”.

واشار الى ان ثمة جدول أعمال حيث تم تناول مواضيع عديدة بشكل مركز، معربا عن أمله بتبادل المحادثات.

ونوه الى ان التعاون بين ايران والوكالة مستمر وانه لا يحمل نزعة سياسية وان وجهات نظر الوكالة تتم وفق البيانات التقنية وثمة مواضيع ينبغي ايجاد حلول لها وهناك بعض المواضيع بحاجة الى شفافية على حد وصفه .

من جهة اخرى اعلن مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي عن التعاون مع ايران للوصول الى توافق حول انشطة التحقق في اطار ضمانات الوكالة.

وكتب غروسي في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” اليوم الثلاثاء بشان زيارته الى طهران ومحادثاته التي اجراها مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية علي اكبر صالحي مع صور للقاء: لقد التقيت صباح اليوم الثلاثاء مع مساعد رئيس الجمهورية رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية، الدكتور صالحي.

واضاف: اننا نعمل الان للوصول الى توافق حول انشطة التحقق من الصدقية في اطار ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ايران.

وكان مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي قد وصل الى طهران مساء الاثنين واجرى صباح اليوم محادثات مع مساعد رئيس الجمهورية رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية علي اكبر صالحي، ومن المقرر ان يلتقي اليوم ايضا رئيس الجمهورية حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف.

وفي السياق السياسي العسكري أيضا ، قال نائب قائد فيلق القدس في حرس الثورة الاسلامية، إن سياسة التطبيع ستضع الكيان الإسرائيلي والدول المطبعة في دائرة من زعزعة الأمن.

وأضاف العميد محمد حجازي، نائب قائد فيلق القدس في تصريحات لقناة المسيرة: “من المؤكد أن سياسة التطبيع ستضع الكيان الصهيوني والمطبّعين أكثر في دائرة انعدام الأمن.. التطبيع الإماراتي الإسرائيلي ليس له أي قيمة والتطبيع العلني رفع النقاب عن الوجه الإماراتي وأبرز طبيعة خلافهم مع الجمهورية الإسلامية والطريق الذي انتهجوه”.

وتابع قائلا: “الكيان الصهيوني غير قادر على حماية نفسه ولا يستطيع شراء وجلب الأمن للإمارات والدول المطبّعة”.

من جهته ، أعلن رئيس مجلس الأمن الدولي، مندوب إندونيسيا لدى الأمم المتحدة، ديان تريانشاه دجاني، “عدم وجود توافق بين أعضاء المجلس بشأن طلب الولايات المتحدة استئناف العقوبات ضد إيران، ولذلك لا يمكن اتخاذ إجراء تجاه هذا الطلب”.

وقال رئيس المجلس: “لقد تلقيت رسائل من عدد كبير من الدول الأعضاء. ومن الواضح لي أن هناك عضوًا واحدًا له موقف واحد من هذه القضية، بينما لدى عدد كبير من الدول الأعضاء وجهات نظر مختلفة. في رأيي، لا يوجد توافق في المجلس. وبالتالي، لا يمكن للرئيس اتخاذ المزيد من الإجراءات”.

والخميس، قدم وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، طلباً رسميّاً إلى مجلس الأمن لإعادة فرض إجراءات الحظر الدولية على إيران، والتي رُفعت بعد توقيع الاتفاق النووي، ثم أعادت الولايات المتحدة فرضها منفردة تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، في خرق واضح للاتفاق الذي وقعته والدول العظمى مع ايران.

ومع ذلك تطالب واشنطن بإعادة فرض اجراءات الحظر على ايران فيما يعرف بآلية “العودة إلى الوضع السابق” سناب-باك”.

وفي 2015، أصدر مجلس الأمن الدولي قراراً صادق بموجبه على الاتفاق الذي تم التفاوض بشأنه مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ينص على أنه يمكن للدول المشاركة في الاتفاق إعادة تفعيل الحظر بشكل أحادي في حال عدم قيام إيران بالتزاماتها.

بالمقابل يؤكد الأعضاء المتبقون في خطة العمل الشاملة المشتركة، (روسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والصين) أن الولايات المتحدة لم يعد لها الحق في إطلاق آلية لإعادة فرض الحظر على إيران. الموقف ذاته يشاطره رئيس الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل.

أضف تعليق