تريليون تحية لأرواح شهداء الجزائر البررة  – إستعادة 24 جمجمة من جماجم شهداء الجزائر بفرنسا .. تحيا الجزائر .. يحيا شعب الجزائر .. والاحتلال الأجنبي إلى زوال (د. كمال إبراهيم علاونه)


تريليون تحية لأرواح شهداء الجزائر البررة ..

إستعادة 24 جمجمة من رفات شهداء الجزائر الشقيقة بفرنسا الشريرة ..

تحيا الجزائر .. يحيا شعب الجزائر .. والاحتلال الأجنبي إلى زوال 

د. كمال إبراهيم علاونه 

أستاذ العلوم السياسية والإعلام 

نابلس – فلسطين 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ :

{ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)}( القرآن المجيد – سورة آل عمران ) . 

في ظل يوم الاستقلال الوطني الجزائري ألـ 58 عاما ( 5 تموز 1962 – 2020 ) ، وفي موعد مع الحرية ولو بعد الاستشهاد بحقبة زمنية طويلة ، وفي ظهر يوم الجمعة 3 تموز 2020 ، إستعادت الجزائر بطائرة خاصة من سلاح الجو الجزائري ، باستقبال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وقيادة الجيش ، والفريق الحكومي والبرلماني ، رفات كوكبة شهداء جزائريين بررة ، هي  عبارة عن رؤوس (جماجم)  24 مجاهدا شهيدا من رفات المجاهدين الجزائريين ، الذين أعدمهم الاحتلال الفرنسي ونقلت رؤوسهم إلى باريس ، لإجراء الدراسات الأنثروبولوجية ، في جريمتين وحشيتين :

أولا : الجريمة الوحشية الأولى هي إعدام المجاهدين الذين قاتلوا قوات الاحتلال الفرنسي ، من أجل الحرية والكرامة والاستقلال ، والتخلص من الاستعمار والاستعباد الأجنبي .

ثانيا : والجريمة الوحشية الثانية : هي نقل رؤوس المجاهدين الشهداء المعدمين الذين يعدون بالمئات إن لم يكن بالآلاف ، من أرض وطنهم الجزائر المظلومة ، إلى بلد الاستعمار والاحتلال والاجرام والوحشية المتمثلة في فرنسا الاستعمارية الظالمة . 

3911093489[1]
الجزائر – رسميا : قراءة الفاتحة على أرواح شهداء الجزائر – إستعادة رفات ( جماجم ) 24 مجاهدا جزائريا أعدموا ونقلوا لفرنسا أيام الاحتلال الفرنسي

وكانت هذه رؤوس المجاهدين الشهداء المعدمين ( الجماجم) موضوعة في متحف فرنسي ، منذ زمن الاحتلال الفرنسي للجزائر الذي تواصل طيلة 132 عاما إمتدت مابين 1830 – 1962 ، حيث طرد الاحتلال الفرنسي الوحشي مذموما مدحورا ، من أرض الجزائر العربية الشقيقة في شمالي قارة إفريقيا ، بعد أن قدم الشعب الجزائري الشقيق قرابة مليون ونصف المليون شهيد وشهيدة إبان فترة الاستعمار والاحتلال الأجنبي الفرنسي لأرض الجزائر . 

3911093493[1]
الجزائر – إستعادة رفات ( رؤوس – جماجم ) 24 شهيدا جزائريا من فرنسا 3 / 7 / 2020

وقد وضعت بقايا رفات المجاهدين الشهداء ألـ 24 ، في نعوش خشبية مغطاة بالعلم الجزائري ، ومحاطة بباقات الورود ، حيث تقاطر الجزائريون خلال يوم السبت 4 تموز 2020 ، قبل دفنها يوم الأحد  14 ذو القعدة 1441 هـ / 5 تموز 2020 ، لزيارة توابيت الشهداء التي ضمت بعضا من رفات المجاهدين الشهداء البررة ( الجماجم ) التي إحتجزتها قوات الاحتلال الفرنسي في الأراضي الفرنسية بعيدا عن الأراضي الجزائرية طيلة 170 عاما متواصلة . 

أين_تقع_الجزائر[1]

ومن أبرز أسماء المجاهدين التي تضمنتها الدفعة الأولى من رفات الشهداء الأبرار : الشريف بوبغلة، قائد المقاومة في منطقة القبائل، وعيسى الحمادي، المسؤول العسكري لديه، والشيخ بوزيان قائد ثورة الزعاطشة بالجنوب الشرقي، ومستشاره العسكري موسى الدرقاوي، وكذلك سي مختار بن قويدر التيطراوي، ومحمد بن علال بن مبارك، المسؤول العسكري في عهد الأمير عبد القادر وغيرهم .

وهذه الدفعة من رفات المجاهدين الشهداء ، يجب أن تكون فاتحة لإعادة بقية رفات شهداء الجزائر التي قبرت أو نقلت لفرنسا كعقوبة إجرامية فردية وجماعية لأصحابها واسرهم وشعبهم الأبي ، لتحليلها طبيا وبيولوجيا في تصرف احتلالي فرنسي سافل لا يحترم كرامة الإنسان الحي أو المعدم بعد وفاته البيولوجية ، وفي حقيقة الأمر إن الشهداء البررة هم أحياء عند ربهم يرزقون . 

9999058708[1]
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون

إعادة رفات المجاهدين الشهداء .. دلائل دينية وسياسية 

لا بد من القول ، إن مواصلة السعي الرسمي الجزائري على إستعادة رفات جثامين المجاهدين الشهداء من أبناء الشعب الجزائري الشقيق الذي هو :

اولا : عمل وطني مقاوم أيضا لا يقل في معانيه وأهميته عن معاني المقاومة الشعبية الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي والمستوطنين الفرنسيين من المحتلين للجزائر الشقيقة طيلة الفترة الاستعمارية السافلة . 

ثانيا : وكذلك ، إن تقاطر أبناء الشعب الجزائري الشقيق ، لزيارة نعوش الشهدء البررة ، في الجزائر ، وقراءة الفاتحة على أرواحهم ، من أجيال الشعب الجزائري ، الجيل الثالث أو الجيل الرابع أو الجيل الخامس ، حيث زارهم الآباء والأبناء والأحفاد ، من الرجال والشباب والنساء والفتية والفتيات ليدلل على حتمية إنتصار الثورة ضد الاحتلال والمحتلين المستعمرين لأراضي الغير مهما طال الزمن ، فإرادة الشعب العربي الجزائري الحر وغيره من الشعوب المستعمرة من الإمبراطوريات الاستعمارية الشريرة لا يمكن أن تقهر وان النصر حليف الشعوب المقهورة المظلومة عاجلا أو آجلا وهذا ما ترسخ وكان رغما عن أنوف المستعمرين القذرة .

ثالثا : إن الشعب العربي ( الجزائري ) الحي استمر في مقاومة ومقارعة الإحتلال الأجنبي ( الفرنسي ) حتى تمكن من تقرير المصير وطرد المستوطنين والمحتلين الفرنسيين الإنجاس من الأرض العربية الإسلامية الجزائرية وبنى دولته الوطنية فوق التراب الوطني عام 1962 بعد حقبة احتلالية فرنسية لئيمة استمرت لـ 132 سنة عجفاء وهي فترة طويلة ولكن حتمية النصر المبين لاحت في الأفق وطبقت على أرض الواقع . 

رابعا : وإن إكرام الشهيد تتمثل بدفن رفات المجاهدين الشهداء الطاهرة مهما طال الزمن في أرض الوطن المفدى الذي دافع عنه ابناء الجزائر البررة فمنهم من أصيب وجرح ومنهم من إعتقل ومنهم من قضى نحبه شهيدا عن الوطن المنهوب وقد تتالت قوافل الجرحى والأسرى والشهداء من أجل الحرية والنصر ونيل إحدى الحسنيين : النصر أو الشهادة وكلاهما نصر مؤزر مبين .

خامسا : إن ملة الاحتلال والاستعمار واحدة وهي الظلم والطغيان والوحشية والإجرام وإرتكاب الجرائم والمجازر البشرية ، وقتل أصحاب الأرض الأصليين المدافعين عن شعبهم ووطنهم وكرامتهم من أجل الهيمنة والسيطرة غير المبررة على الآخرين .

سادسا : كل اللعنات الشعبية على الاحتلال والاستعمار على إختلاف اسمائه وأشكاله وصورة وأنواعه القديمة والجديدة من أصحاب الأرض الأصليين الذين قاوموا الغزاة المستعمرين ودافعوا عن كرامتهم وحقهم في تقرير المصير لطرد الغرباء الطارئين الدخلاء .

وهذا ما حتم على القيادة الفرنسية برئاسة (إيمانويل ماكرون ) على الإعتراف بالإرث الإجرامي الفرنسي وبالتاريخ الأسود الفرنسي ضد الجزائر والجزائريين الأحرار ومحاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه ولو بعد حين من الدهر ، ولكن هيهات .. هيهات ، فإن الشعب الجزائري العربي المسلم الحر لم ينسى ولا ينسى ولن ينسى الإرث الاستعماري الفرنسي الظالم ، وهو قدوة حسنة على مدى العصور والأزمان ، للتحدي والتصدي ومقاومة ومقارعة الاحتلال والمحتلين والانتصار عليهم مهما كلف ذلك من تضحيات جسام .

سابعا : وماذا بشأن جثامين الشهداء العرب المسلمين المحتجزة في فرنسا ، من المغرب ومن تونس ومن سوريا ومن الصومال وغيرها . الم يأن الأوان لإستعادة رفات جثامين الشهداء الذين قضوا نحبهم دفاعا عن الأرض والشعب والدين والهوية الوطنية والحضارة الإسلامية العريقة .

ثامنا : إن إستمرار حجز رفات جثامين المجاهدين الشهداء الجزائرين البررة طيلة اكثر من قرن ونصف ( 170 عاما ) ليدلل على إستمرار الغطرسة الفرنسية الظالمة قديما وحديثا وربما مستقبلا حتى يفيق المارد العربي الإسلامي ويأخذ حقه بيديه وبسواعد أبناء شعبه وأمتيه العربية والإسلامية ، اليوم قبل الغد وإنهاء وإجتثاث فترة الاستعمار والاحتلال كليا ، بلا عودة للظلم والظلام والإرهاب الامبريالي العالمي في الكرة الأرضية . 

الاحتجاز الفرنسي لجثامين الشهداء .. والاحتلال الصهيوني على المسار ذاته 

وهذه رسالة مفتوحة لذوي وأهالي شهداء فلسطين البررة المحتجزة جثامينهم والتي تعد بالعشرات إن لم يكن بالمئات ، في مقابر الأرقام في أرض فلسطين ، بإشراف وهيمنة صهيونية وحشية إجرامية يعيد إسطوانة الاستعمار والاحتلال الأجنبي لأرض عربية أخرى ، هي أرض فلسطين المقدسة ، من المستعمرين المستوطنين اليهود الأجانب استعماريا ، من المضللين أو الساديين والعنصريين والمتسلطين ، الذين أتي بهم من شتى اصقاع الكرة الأرضية لإذلال أصحاب الأرض والحق العربي الإسلامي المبين في الأرض المقدسة ليكون وجود الجاليات اليهودية ( الفرنسية والبريطانية والأمريكية والروسية وغيرها ) عبارة عن قاعدة إرتكازية للاستعمار الجديد في الوطن العربي . وإن جثامين شهداء فلسطين البررة ستعود يوما ما وعسى أن يكون قريبا ويندثر الاحتلال الصهيوني – الامبريالي – الاستعماري إلى غير رجعة كما إندثرت الاحتلالات الأوروبية السابقة في الحقب الزمنية الخالية . 

أيها الشهداء الأبرار .. شهداء الجزائر الحرة ، وشهداء فلسطين الحرة ، وشهداء الأمتين العربية والإسلامية ، لقد بكيناكم ونبكيكم دوما ، ليس خوفا أو هلعا بل شوقا وحبا إلى لقائكم بالفرحة الكبرى النهائية ، في جنات النعيم المقيم في الفردوس الأعلى إن شاء الله تبارك وتعالى رب العالمين ..

المجد والخلود لشهداء الأمتين العربية والإسلامية ..

المجد والخلود لشهداء الجزائر وفلسطين ..

تحيا الجزائر .. وتحيا فلسطين .. تريليون تحية لأرواح شهداء الجزائر الأبرار .. وتريليون تحية لشهداء فلسطين الأبرار . 

والخزي والعار للمحتلين الأجانب الفرنسيين والصهاينة من الكفرة الفجرة المارقين . وليذهب الاحتلال الأجنبي وأوباش مستوطنيه إلى مزابل التاريخ البشري . 

والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . 

تحريرا في يوم الأحد 14 ذي القعدة 1441 هـ / 5 تموز 2020 م . 

أضف تعليق