نابلس – حوار د. كمال علاونه المحلل السياسي الفلسطيني مع فضائية النجاح بنابلس حول الضم الصهيوني الجزئي أو الكلي للضفة الغربية المحتلة بتموز 2020


نابلس – شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )

صرح الدكتور كمال إبراهيم علاونه أستاذ العلوم السياسية والإعلام في فلسطين بأن سياسة الضم الصهيوني الجزئي أو الكلي للضفة الغربية المحتلة هي تنفيذ فعلي لخطة صفقة القرن الأمريكية الصهيونية التي أعلنت في واشنطن في 28 كانون الثاني 2020 من الشريكين في الخطة بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الصهيونية والرئيس الامريكي دونالد ترامب لتصفية قضية فلسطين . 

وأضاف د. كمال علاونه ، المحلل السياسي الفلسطيني في حديث متلفز لفضائية النجاح في نابلس اليوم الثلاثاء 23 حزيران 2020 ، بث بين الساعة التاسعة والعاشرة مساء بالتوقيت المحلي الصيفي الفلسطيني ، أن التعثر او التدرج المرحلي لتنفيذ خطة صفقة القرن في الأراضي الفلسطينية ، يخضع لعدة إعتبارات أمنية وسياسية واقتصادية ونفسية صهيونية ، لأن الخطة النظرية تختلف عن الخطة في التنفيذ الميداني الفعلي على ارض الواقع . 

وعن إمكانية حل السلطة الفلسطينية ، قال د. علاونه إن السلطة الفلسطينية هي الإبنة الصغرى وإن منظمة التحرير الفلسطينية هي الأم الكبرى ، وقد طغت الابنة على الأم في الواقع الفعلي ، وحقيقة الأمر أن السلطة الفلسطينية تمثل الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ( القدس والضفة الغربية وقطاع غزة ) بينما تمثل منظمة التحرير الفلسطينية الشعب الفلسطيني الكلي كشعب عالمي في داخل فلسطين وخارجها . 

وأوضح د. علاونه أن وجود السلطة الفلسطينية هي مصلحة وطنية فلسطينية ، وكذلك مصلحة صهيونية وأمريكية وعربية وإسلامية وعالمية ، وإن تم حلها من القيادة الفلسطينية أو الاحتلال الصهيوني ستقوم منظمة التحرير الفلسطينية بسد الفراغ عنها ، كون منظمة التحرير معترف بها دوليا ، ولها دوائر متعددة كالدائرة العسكرية والسياسية والاقتصادية والتعليمية وشؤون الاسرى والشهداء وغيرها . 

وحول سؤال لمذيع قناة النجاح الفضائية التابعة لجامعة النجاح الوطنية بنابلس سأله الإعلامي الفلسطيني جهاد قاسم في برنامج سنياريوهات  ، عن المسيرة الفلسطينية للأغوار الفلسطينية لرفض الضم في تموز المقبل ، نظمت يوم الاثنين الفائت ( 22 حزيران 2020 ) ، أكد د. كمال علاونه أن المؤتمر الشعبي الوطني الفلسطيني ، الذي عقد في أريحا في الأغوار الفلسطينية رغم المنع الصهيوني وإعادة الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني على الحواجز العسكرية الصهيونية ، كان رسالة جلية واضحة لحكومة تل ابيب ، وللادارة الأمريكية بأن فلسطين تتوق للحرية والاستقلال  وحق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطين للشعب الفلسطيني وهو بمثابة إعلان عن فشل المفاوضات غير المجدية مع الجانب الصهيوني برعاية أمريكية . 

IMG_20200623_211624
د. كمال إبراهيم علاونه المحلل السياسي الفلسطيني يجيب على أسئلة الإعلامي جهاد قاسم عبر فضائية النجاح بنابلس 23 / 6 / 2020

وبين د. كمال علاونه أن مشاركة ثلاثة أطراف في اللجنة الرباعية لملف مسيرة التسوية بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني ، وهي الاتحاد الروسي والاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة في مؤتمر أريحا كعرس وطني للفصائل الوطنية المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية وفي طليعتها حركة فتح ، وغياب الموقف المائع للولايات المتحدة بهذا الخوص يؤكد على الحق الفلسطيني في إقامة دولة فلسطين والتخلص من الاحتلال بتاييد دولي كبير لنيل الحرية ليس حبا في فلسطين وإنما نصرة للحق الفلسطيني الثابت لأن الشعب الفلسطيني هو الصاحب الحقيقي للأرض الفلسطينية ، وأن الجاليات اليهودية في فلسطين التي استقدمت من شتى أصقاع الكرة الأرضية من 102 دولة ، هي من الطارئين الغرباء الدخلاء على فلسطين . 

وتمنى د. علاونه لو أن حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي والمؤسسات والفعاليات الأخرى شاركت في المؤتمر الوطني الشعبي في أريحا مؤخرا ، الرافض للضم الجزئي أو الكلي للضفة الغربية المحتلة ، والسعي لبناء استراتيجية وطنية فلسطينية وإعادة إصلاح وبناء منظمة التحرير الفلسطينية على اسس كفاحية جديدة تضم الكل من الفصائل الوطنية والإسلامية . 

IMG_20200623_210816
د. كمال إبراهيم علاونه أستاذ العلوم السياسية والإعلام بفلسطين يتحدث عبر فضائية النجاح الفلسطينية

وبشأن الضم الجزئي أو الكلي للضفة الغربية الفلسطينية المحتلة ، أشار د. كمال علاونه في سياق حديثه لقناة النجاح الفضائية الفلسطينية في نابلس ، إلى أن تطبيق خطة الضم الصهيونية الجزئية أو الكلية تخضع لاعتبارات سياسية وأمنية واقتصادية صهيونية معقدة ، وهناك جدل بين الإئتلاف الحكومي في حكومة تل أبيب الحالية ، سواء بين قيادة حزب الليكود ورئاسة الحكومة الصهيونية بزعامة بنيامين نتنياهو ، وبين بيني غانتس زعيم حزب أزرق أبيض ووزير الحربية الصهيوني ، ويمكن أن ينجم ضم فعلي جزئي بضم 10 % للتجمعات أو الكتل الاستيطانية اليهودية جنوبي الضفة الغربية ( مستوطنات غوش عتصيون ) ووسط الضفة الغربية ( مستوطنات معالية أدوميم ومعالية افرايم ومستوطنات القدس المحتلة ، وشمال الضفة الغربية ( مستوطنات أرييل وملحقاتها ) ، أو ضم كلي للضفة الغربية للكيان الصهيوني ، ومن يتحمل تبعات خطة الضم الصهيونية هو الجيش الصهيوني . وهناك تردد في عملية الضم الكلي لمساحة الضفة الغربية البالغة 5878 كم2 لأنها تضم 3 ملايين فلسطيني ، فقد رفض ثلاثة جنرالات يهود الاشراف على دائرة الضم الصهيونية اثنان منهم كانا حاكمين عسكريين سابقين في الجيش الصهيوني للضفة الغربية المحتلة بينما كان الثالث مسؤلا عسكريا في جيش الاحتلال الصهيوني عن المنطقة الجنوبية كقطاع غزة والنقب الفلسطيني المحتل ، وهذا يدلل على ضبابية الموقف الأمني والعسكري الصهيوني وصعوبة تنفيذ عملية الضم على أرض الواقع .

وأكمل د. علاونه قوله : قضية أخرى تبرز على الساحة الصهيونية تتمثل في الخلافات الحادة بين بنيامين نتنياهو وبيني غانتس ليس فقط على الضم الجزئي أو الكلي للضفة بل حول مواضيع اخرى مثل الميزانية السنوية الصهيونية ، وبقاء بنية التشكيل الوزراي في الحكومة العبرية ، والتوزيع البرلماني فيما بين نواب الأحزاب الإئتلافية والكتل داخل الكنيست وخاصة أن إتفاق تشكيل الحكومة الصهيونية لمدة 3 سنوات مناصفة بين زعيم الليكود بنيامين نتنياهو وزعيم أزرق ابيض بيني غانتس ربما لا يمكن أن يستمر وأن نتنياهو سيدعو لانتخابات رابعة جديدة للكنيست خلال فترة ستة أو ثمانية شهور ، وإعلانه وابتزازه لبني غانتس حول هذه المسألة وتفكيك حكومة تل ابيب الحالية . 

وتابع د. كمال علاونه قوله كل الخيارات مفتوحة أمام الشعب الفلسطيني ، فهناك 6.5 ملايين مواطن فلسطيني في مواجهة 6.5 ملايين مستوطن يهودي في فلسطين الكبرى ، وأن الحل الفعلي لوقف خطة الضم الصهيونية لأراض فلسطينية جديدة هو الرد الشعبي الكبير ، بإطلاق أيدي الشعب الفلسطيني للدفاع الشرعي عن النفس ، فكل رجل وكل شاب وكل إمرأة وكل شبل وكل زهرة في فلسطين سيدافع عن نفسه بنفسه ضد قمع الاحتلال الصهيوني ، للدفاع عن النفس وعن الأرض وعن الحرية والكرامة ولا يجب ملاحقة المجاهدين والمناضلين الفلسطينيين في هذه المسألة .

وعن الموقف الأمريكي لضم أجزاء من الضفة الغربية للكيان الصهيوني قال د. كمال علاونه ، إن الموقف الأمريكي وإن أعطى سابقا الضوء الأخضر الكبير حسب خطة صفقة القرن الأمريكية ، للضم الصهيوني فإنه الآن متردد جدا وخاصة في ظل المسيرات والمظاهرات الشعبية ضد العنصرية الأمريكية الرسمية من السود الامريكيين والعرب والمسلمين الامريكيين والأقليات الأخرى ، بدعم من الحزب الامريكي المنافس وهو الحزب الديموقراطي ، وإقتراب سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية في تشرين الثاني المقبل ( 2020 ) ، وبالتالي فقد أصبحت الأولوية للإدارة الأمريكية الجمهورية كسب ود الناخبين وتراجع الاهتمام بالملف الفلسطيني – الصهيوني في المنطقة . ولا بد من التذكر أن المستوطن اليهودي الذي يعيش بمستوطنة يهودية بالضفة الغربية ديفيد فريدمان وهو السفير الأمريكي لدى تل ابيب قطع وساطته بين بنيامين نتنياهو وبينتي غانتس بشأن مسألة الضم الصهيونية المطروحة . وهذا يشير إلى أن الضوء الأمريكي الأخضر للضم تراجع وأصبح ضوءا أخضرا باهتا . 

أضف تعليق