تشكيل حكومة تل أبيب أل 35 بولادة قيصرية .. واللعنات الحزبية والقومية والشعبية : الداخلية والخارجية (د. كمال إبراهيم علاونه)


تشكيل حكومة تل أبيب أل 35 بولادة قيصرية .. واللعنات الحزبية والقومية والشعبية : الداخلية والخارجية (د. كمال إبراهيم علاونه)

نشرت بواسطة: شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج ) في الأحزاب اليهودية, الحكومة العبرية, الكنيست العبري, حديث إسراج – د. كمال إبراهيم علاونه 2019-12-05 التعليقات على تشكيل حكومة تل أبيب أل 35 بولادة قيصرية .. واللعنات الحزبية والقومية والشعبية : الداخلية والخارجية (د. كمال إبراهيم علاونه) مغلقة 152 زيارة
 
تشكيل حكومة تل أبيب أل 35 بولادة قيصرية .. واللعنات الحزبية والقومية والشعبية : الداخلية والخارجية
د. كمال إبراهيم علاونه
 
 
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
نابلس – فلسطين
========
 
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104) وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (105) وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا (106) قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109) }( القرآن المجيد – سورة الإسراء ) .
وجاء في صحيح البخاري – (ج 10 / ص 71) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :” لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا الْيَهُودَ حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ وَرَاءَهُ الْيَهُودِيُّ يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ ” .
كما ورد بصحيح مسلم – (ج 14 / ص 140) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :” لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ ” .
وكذلك جاء في مسند أحمد – (ج 45 / ص 281) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :” لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ” .
في ظل مأزق تأليف الحكومة الصهيونية الخامسة والثلاثين في الكيان الصهيوني في تل أبيب المتمثلة بفشل بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود مرتين خلال عام 2019 من تشكيل هذه الحكومة بولادة قيصرية ، رغم هيمنته على تكتل حزبي يميني تعداده 55 مقعدا في الكنيست، وفشل غريمه بيني غانتس زعيم إئتلاف أزرق أبيض في تشكيلها، رغم تزكيته من 54 عضو كنيست ليكون رئيساَ للحكومة الصهيونية المنتظر ة، فقد جرى تحويل تفويض تشكيل حكومة تل أبيب من الرئيس العبري إلى الكنيست (البرلمان) بكامل أعضائه للمرة الأولى في التاريخ المعاصر منذ عام 1948 للحصول على حكومة يهودية جديدة بثقة برلمانية تبلغ 61 صوتا (الأغلبية المطلقة) على الأقل، فإن الخيارات السياسية والحزبية المطروحة تتمثل بما يلي :
أولا : توافق بين إئتلاف أزرق أبيض (33 صوتا) وحزب الليكود (32 صوتا) لتصبح حكومة تمتلك 65 مقعدا، على حكومة الرأسين ( بنيامين نتنياهو وبيني غانتس) ولكن بعد الخلاف المستفحل بين زعيمي التكتلين اليهوديين الصهيونيين ومطالبة كليهما بأن يكون هو الرأس الأول في الفترة الأولى الإفتراضية بالتالي فإن هذا الخيار يبدو أنه بعيد المنال.
ثانيا : موافقة اليهودي السوفياتي (المولدافي) زعيم حزب اليهود العلمانيين والملحدين في الكيان الصهيوني (حزب إسرائيل بيتنا) الذي يدير 8 مقاعد نيابية في الكنيست وعودته من مناكفته وعناده وحرده الحزبية والشخصي في اليوم الأخير أو في الساعات الأخيرة لفترة تكليف تشكيل حكومة تل أبيب على الإنخراط تحت لواء بنيامين نتنياهو أو تحت مظلة بيني غانتس، وهو على مسافة شبه متساوية بينهما، ولكنه يرغب في الإنضمام لتركيبة حكومية بتحالف إئتلافي حزبي ثلاثي غير ديني فقط ( الليكود ( 32 مقعدا ) ، وأزرق أبيض ( 33 مقعدا ) وإسرائيل بيتنا – 8 مقاعد ) فلا يريد الإنضمام لحكومة تضم المتدينين اليهود ( شاس 9 مقاعد ، ويمينا 3 أحزاب 7 مقاعد ، والتوراة اليهودية 7 مقاعد ) وكذلك لا يرغب بالإنخراط بحكومة تكون فيها القائمة المشتركة (العربية) – 13 مقعدا كتلة مانعة .
ثالثا : إنشقاق أعضاء كنيست من حزب الليكود وإشتراكهم في دعم بيني غانتس ، زعيم أزرق أبيض ” كحول لافان ” مع إئتلاف حزب العمل – الجسر ( 6 مقاعد ، و المعسكر الديموقراطي ( ميرتس وإسرائيل الديموقراطية ” إيهود باراك ” لتشكيل الحكومة العبرية الجديدة لتضم أكثر من 61 مقعدا برلمانيا .
رابعا: إنشقاق داخل إئتلاف أزرق أبيض المكون من ثلاثة أحزاب (مناعة لإسرائيل ” بيني غنتس ، وهناك مستقبل – يائير لبيد ، وتلم – موشيه يعلون ) إنضمامهم لدعم حكومة بزعامة قيادي من حزب الليكود سواء أكان بنيامين نتنياهو أو غيره.
خامسا : الإتفاق الحزبي بأغلبية الكنيست والدعوة لإنتخابات الكنيست أل 23 ( وبذلك تكون الإنتخابات الثالثة للكنيست منذ 9 نيسان 2019 ). وهذه الإنتخابات المتوقع الدعوة لها بعد فشل السيناريوهات أو الخيارات السالفة الذكر ، ستشهد تطورات دراماتيكية مجهولة المصب من نواح حزبية وقومية من بين الفسيفساء الإجتماعية والعرقية في الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة. وحسب حسابات لجنة الإنتخابات المركزية العبرية فإن تكلفة هذه الإنتخابات ستبلغ 329 مليون شيكل (الدولار = 3.5 شيكل) لتوظيف 45 ألف شخص) لإدارة هذه الدورة الإنتخابية العبرية في الكيان الصهيوني .
على العموم، هناك تذمر شديد من الناخبين في كيان اليهود العبري الصهيوني في فلسطين المحتلة. وهناك ترقب فلسطيني وعربي وإقليمي وأوروبي وأمريكي وعالمي لما ستسفر عنه الأوضاع الداخلية لدى الجاليات اليهودية في فلسطين الكبرى.
ولا بد من طرح الأسئلة الإستراتيجية التالية لمحاولة زعيمي الليكود أو أزرق أبيض للخروج من المأزق الحزبي – الحكومي الظاهر للعلن :
هل يا ترى ستشهد الأيام المقبلة ولادة قيصرية لحكومة تل أبيب الإستعماربة العنصرية وتصدير الأزمة الداخلية العبرية للإنتقام للخروج من المأزق الكبير، وشن الحرب العدوانية ضد الجبهة الشمالية (لبنان أو سوريا أو كليهما) أو الجبهة الشرقية (إيران أو العراق أو كليهما) أو ضد الجبهة الجنوبية قطاع غزة أو الجبهة الوسطى باللجوء إلى ضم الأغوار الفلسطينية وشمال البحر الميت للكيان الصهيوني؟؟! علما بأن الليكود والكتلة اليهودية التلمودية و(إسرائيل بيتنا) و إئتلاف أزرق أبيض يؤيدون ضم الأغوار الفلسطينية والتكتل الإستيطانية اليهودية في الضفة الغربية المحتلة.. فالأيام القادمة حبلى بالأزمات الأمنية والعسكرية والسياسية والدينية والإقتصادية ومرحلة المخاض الصهيوني قاب قوسين أو أدنى. وإن غدا لناظره قريب.
وهل ستتم محاكمة بنيامين نتنياهو بتهمة أو بتهم شتى بالفساد والإحتيال والرشوة وخيانة الأمانة، أمام القضاء الصهيوني بعد رفع الحصانة البرلمانية عنه ؟؟؟ أم سينجو بمعاضدة الأغلبية المطلقة له في الكنيست؟؟؟ وما هو ثمن ذلك؟؟؟
هل سيفلت بنيامين نتنياهو كأسطورة صهيونية جديدة من اللعنات الفلسطينية : لعنات الشهداء والجرحى والأسرى والأيام والأرامل وبقية المظلومين والمنكوبين بفلسطين وخارجها؟؟؟
من وجهة نظرنا،، لم ولا ولن يفلت الظالم بنيامين نتنياهو وزمرته ومن على شاكلته من اللعنات الفلسطينية المتزايدة، ولن يفرح بالقدس الإسلامية العربية الفلسطينية كعاصمة لكينانه العنصري البغيض.. وسيجرجر أذيال الخيبة كمن سبقه من السفاحين أمثال مناحيم بيغن وإسحق شامير وأرئيل شارون وغيرهم.
وهل سيتم تشكيل حكومة تل أبيب العنصرية قريبا بلا حرب طارئة مفاجئة طاحنة أو عادية؟؟؟ وعلى أي تفاهم أو تنازل حزبي ؟؟؟ متى؟؟؟ وكيف؟؟؟ وما هو الثمن العسكري والإقتصادي والسياسي لهذه الحكومة المقبلة ؟؟؟
وهل تشكيل الحكومة سيتم بزعامة بنيامين نتنياهو أم بيني غانتس أم غيرها؟؟؟ وهل ستكون حزبية أم حكومة خبراء (تكنوقراط)؟؟؟ وهل ستكون حكومة عادية أم طارئة مؤقتة؟؟؟
والسؤال الأكبر : متى ستتم إنتخابات الكنيست أل 23 ؟؟؟ وبأي تشكيلات حزبية ؟؟؟
وأخيرا، هل يمكن القول إن النظام السياسي الصهيوني قد بدأ بالتصدع والتفكك الداخلي فعليا على أرض الواقع ؟؟؟
برأينا، خلال المرحلة القادمة على المديين القصير والمتوسط ( ما بين 2 – 7 سنوات) ستتآكل الأوضاع الداخلية الصهيونية وستشهد الساحة السياسية والأمنية والعسكرية والإقتصادية والإعلامية إصطفافات وصراعات جديدة وكبيرة أكبر من الصراعات الحالية : داخليا وخارجيا، وهذا يعتمد على الأوضاع الفلسطينية والإقليمية والعربية والإسلامية الأمريكية والنظام العالمي الجديد.
ويمكننا القول، إن كيان الجاليات اليهودية بفلسطين المحتلة على شفير سعير الهاوية بالنار الحامية وأن ذلك ليس ببعيد زمانيا ومكاني . فقد إقترب الوعد الرباني الحق.
وبكلمة مختصرة : لقد بات الإنهيار الصهيوني يأخذ المنحنى الهابط إلى الأسفل أمنيا وعسكريا وإقتصاديا وسياسبا ودوام الحال من الظلم والعربدة من المحال..
ومع تشكيل كل حكومة جديدة في تل أبيب يتم الإقترب من السقوط في جحيم الهاوية أكثر فأكثر، فالصعود إلى قمة الهرم سيتبعه السقوط في الوادي السحيق وربما ستكون الحرب القومية الفسيفسائية (الأهلية) بين العصابات والأحزاب العرقية الصهيونية العاجلة أو الآجلة الملهكة والماحقة جزئيا فكليا، وستتفتت المنظومة العسكرية الصهيونية وستهرب الجاليات اليهودية في الكيان الصهيوني بفلسطين الكبرى إلى مواطنها الأصلية وربما ستكون البرتغال التي قررت منح. 33 ألف يهودي الجنسية البرتغالية هي أولى خطوات الهجرة العكسية المتصاعدة من فلسطين المحتلة إلى قارات أوروبا وآسيا وأستراليا والأمريكتين الشمالية والجنوبية وإفريقيا . ولات حين مناص.
تحريرا في يوم الخميس 8 ربيع الثاني 1441 هـ / 5 كانون الأول 2019 م.

أضف تعليق