لماذا توقفت مسيرة الانتخابات المحلية الفلسطينية ؟؟! د. كمال إبراهيم علاونه


لماذا توقفت مسيرة الانتخابات المحلية الفلسطينية ؟؟! د. كمال إبراهيم علاونه
نشرت بواسطة: شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج ) في البلديات الفلسطينية, حديث إسراج – د. كمال إبراهيم علاونه 2016-10-03 التعليقات على لماذا توقفت مسيرة الانتخابات المحلية الفلسطينية ؟؟! د. كمال إبراهيم علاونه مغلقة 913 زيارة
 
لماذا توقفت مسيرة الانتخابات المحلية الفلسطينية ؟؟!
 
د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
رئيس شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس – فلسطين
 
كان من المفترض أن تجرى الانتخابات المحلية ، لـ 416 هيئة محلية ، في جناحي الوطن الفلسطيني في 8 تشرين الأول 2016 .. ولكن عقبات سياسية ، ومناكفات إعلامية ، واحتراب قبلي وحزبي ، تحت غطاء قانوني ، أجلتها لأجل غير مسمى حتى الآن ..
الانتخابات المحلية يجب أن تكون متلازمة بين الضفة الغربية وقطاع غزة ، لتعود الصحة والعافية لبقايا الوطن المسلوب والمنهوب والمضروب ..
إجراء الانتخابات المحلية في الضفة الغربية فقط أمر غير طبيعي .
فليشرف على هذه الانتخابات المحلية من يشرف في قطاع غزة ..
نعم لجهود لجنة الانتخابات المركزية بفلسطين لتنظيم الانتخابات في الضفة الغربية وقطاع غزة .. في آن واحد وفقا لوثيقة الشرف الانتخابي التي وقعت عليها جميع الفصائل الفلسطينية ، بكافة تياراتها وأطيافها وألوانها الإيديولوجية والفكرية والسياسية والتنظيمية ، من اليمين والوسط واليسار ..
براينا ، هذه انتخابات محلية وليست انتخابات سياسية .. فلا تسيسوا انتخابات المجالس البلدية والقروية في جناحي الوطن الجريح ..
عن اية انتخابات تتحدثون ؟؟!
هل ستعقد انتخابات محلية في جناح دون الجناح الآخر ؟؟؟ هذه أمور غير طبيعية وغير مقبولة وظالمة غير عادلة ، ولن يرضى عنها الشعب المعذب في أرض وطنه ..
طالما أن 181 هيئة محلية جاهزة بما يسمى بالتوافق المحلي للانتخابات المحلية ( بالتزكية ) وفصلت تفصيلا رديئا بالعربدة والتهديد والوعيد والتخويف والابتزاز والتعيين الفوقي غير المنضبط الهادف لتدمير التطوير والتقدم والتنمية المجتمعية وتحسين تقديم الخدمات .
وطالما امتنع المواطنون في 38 هيئة محلية فلسطينية في عدة محافظات في الضفة الغربية ، عن تقديم قوائم انتخابية لمكاتب لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية ، هذا يدلل أن الشعب سئم وياس وأحبط من القرارات الفوقية المتسرعة غير الصائبة .. وان نسبة التصويت ستكون في الحضيض !!!
لا للأجندات القبلية الضيقة أو الأجندات العربية والإقليمية والعالمية .. أو التحذيرات الأمنية والسياسية غير السوية ، من هنا أو هناك ، بالغمز واللمز ، بالتصريح أو التلميح أو التلويح ..
هكذا انتخابات بلا منافسة فعلية ، مسخرة ومهزلة ، كمثل القطار الذي خرج عن سكة الحديد ليهوي في واد سحيق ..
لتكون انتخابات محلية شفافة ونزيهة ، يجب تصويب مسيرة هذه الانتخابات .. بتغيير قانون الانتخابات المحلية المعمول بها حاليا ، بصورة جذرية ، من نظام القوائم إلى نظام الافراد ( الترشيح الفردي ) كما كان سابقا ، بحرية وعدم الالتفاف السياسي أو القانوني لتأجيلها أو إلغائها كليا أو جزئيا ، في منطقة فلسطينية ، دون أخرى ..
فكيف سيمثل الجمهور المحلي في هيئة محلية عدد سكانها أربعة آلاف نسمة ، بعدد ناخبين يصل إلى ألفي ناخب ، بمجلس قروي عدد أعضاء قيادته 9 ممثلين ( معينين أو منتخبين ) ، بينما تمثل مدينة كبرى كنابلس أو الخليل أو غزة بمجلس بلدي مكون من 15 ممثلا .. مالكم كيف تقيمون ؟ وكيف تضعون بنود القانون الانتخابي المحلي ؟ وماذا أنتم صانعون ؟؟!
الشعب لن يرحمكم ، ولن يثق بكم بتاتا ، وستخسرون المد الجماهيري والشعبي ، وستذوى الحركات والتنظيمات ، وستصعد تيارات أخرى ، بقوة هائلة غير مسبوقة ، ولن تبقي ولن تذر هذه المرة . فكثرة الضغط تولد الانفجار ، والانفجار يولد الدمار ، والدمار يسبب التيه الشامل .. وهذا يؤدي إلى اليأس والقنوط وفقدان بوصلة الأمل لدى السواد الأعظم من الناس ..
لا تلهوا الشعب الفلسطيني ، بملفات محلية ، فجة غير ناضجة وغير مجدية ، فالملهاة الانتخابية المحلية ، بهذه الطريقة ، وبهذا السيناريو السيئ ، سيقود إلى نزع الثقة بين الحاكم والمحكوم ، بين قيادة الهيئة المحلية والمواطنين ، وبين الحكومة والشعب ..
أعيدوا صياغة القانون بما يلبي حاجة الشعب الفلسطيني ، وليس بما يخضع الشعب لفئة حزبية قليلة ، تريد الاستئثار بمناصب وهمية ، ليس لها حول ولا قوة في ظل تغول الاحتلال الصهيوني الأجنبي ، وهي في حقيقة الأمر تأتي لتحسين الخدمات العامة المقدمة لجمهور المواطنين ..
الانتخابات بلا توأم فلسطين .. حركة فتح وحركة حماس .. مصيرها الفشل الذريع .. وعملية الترفيع والترقيع والتبضيع والتصنيع والتقريع والتفريع لن تجدي نفعا ..، طال الزمن أم قصر !!!
انتبهوا لوحدة الشعب وليس لتمزيقه وتفريقه مجددا .. كيف سيتم الخروج من الانقسام ؟؟!
الانتخابات المحلية هي خطوة أولى للخروج من الانقسام السيئ الصيت ، فإذا عجزتم عن انتخابات محلية فكيف سيتم عقد انتخابات رئاسية وبرلمانية ..
قال لي بعض الناخبين ( أوف وتوف على هكذا انتخابات محلية يجري تسيسيها بأكثر من اللازم ، وتحميلها ما لا تحتمل شعبيا ورسميا وقانونيا .. وبئست هكذا قرارات وهكذا قانون انتخابات .. لتذهب الانتخابات المحلية إلى الجحيم ) !!!!!!!!!!!!!
هذا هو الرد الشعبي على التملص والتجميد والإعاقة لمسيرة الانتخابات المحلية .. قد أفرغت هذه الانتخابات .. وفرخت انقسامات وحالات من اليأس والقنوط لدى الكثير من الناس ؟؟!
لماذا انتصر هواة التعيين على المنادين بالانتخابات المحلية الحرة النزيهة الشفافة ؟؟؟..
فعملية توقيف أو إيقاف تنظيم الانتخابات المحلية الفلسطينية جزئيا أو كليا أمر غير مقبول بتاتا .. والحكومة الفلسطينية على المحك .. وهل سنشهد انتخابات أو تعيينات جديدة في قطاع غزة .. فالبديل عن الانتخابات هو البقاء في الوضع المحلي الراهن أو التعيين أو تنظيم انتخابات محلية في قطاع غزة سابقا أو لاحقا للانتخابات المحلية في الضفة الغربية المحتلة ..
لا نوصي أحدا بشيء ، سواء في الضفة الغربية أو بقطاع غزة أو بكليهما ، فليعمل كل طرف بما يمليه عليه ضميره .. فالوصايا غير مسموعة ، ولن تعجب أصحاب أجندات التعيين والتبرير لعقد أو تأجيل أو إلغاء انتخابات الهيئات المحلية .. وفي نهاية المطاف فإن الشعب الفلسطيني يريد التغيير والإصلاح ، وإعادة التشكيل والبناء وتفعيل الخدمات العامة المتهاوية .
والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم .
يوم الاثنين 2 محرم 1438 هـ / 3 تشرين الأول 2016 م .

أضف تعليق