إخفاق إعادة الترتيب البنائي التنظيمي .. للمنظمات الفلسطينية والعربية والإسلامية والإقليمية والعالمية (د. كمال إبراهيم علاونه)


إخفاق إعادة الترتيب البنائي التنظيمي .. للمنظمات الفلسطينية والعربية والإسلامية والإقليمية والعالمية (د. كمال إبراهيم علاونه)
نشرت بواسطة: شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج ) في حديث إسراج – د. كمال إبراهيم علاونه, مقالات خاصة, منظمات دولية 2016-09-20 التعليقات على إخفاق إعادة الترتيب البنائي التنظيمي .. للمنظمات الفلسطينية والعربية والإسلامية والإقليمية والعالمية (د. كمال إبراهيم علاونه) مغلقة 1,129 زيارة
 
إخفاق إعادة الترتيب البنائي التنظيمي ..
للمنظمات الفلسطينية والعربية والإسلامية والإقليمية والعالمية
 
د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
رئيس شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس – الأرض المقدسة
 
تبرز دعوات سياسية وإعلامية بين الحين والآخر ، تنادي بقوة بتصحيح الأوضاع الداخلية والخارجية ، للكثير من المنظمات السياسية ، في الساحات الفلسطينية والعربية والإسلامية والإقليمية والعالمية . ومن أمثلة ذلك ما يلي :
– إعادة تنظيم البيت الفلسطيني – منظمة التحرير الفلسطينية .
– إعادة تنظيم البيت العربي – جامعة الدول العربية .
– إعادة ترتيب البيت الإسلامي – منظمة التعاون الإسلامي .
– إعادة ترتيب منظمة الدول الأمريكية .
– إعادة ترتيب منظمة حركة عدم الإنحياز .
– إعادة ترتيب البيت العالمي – منظمة الأمم المتحدة .
 
هذه الترتيبات والتجديدات الإبداعية الضرورية الحيوية المطلوبة لن تتم بتاتا ، وستبقى هذه المنظمات المحلية والعربية والإسلامية والإقليمية والعالمية على حالها ، تدور في عالم التيه التنظيمي والسياسي والفكري والإيديولوجي والمالي والإعلامي وغيره . وعلى النقيض من ذلك ستبقى تتراجع القهقرى .. إلى الخلف در .. ولن تبقى كما هي ” مكانك سر ” ولن تخطو خطوات أمامية نحو التفعيل والتطوير والإبداع ( إلى الأمام سر ) .
لن يصلح العطار ما افسده الدهر ، فالفساد مستشر في جميع الأوصال والفروع ..
إعادة الترتيب التنظيمي الداخلي ، تعني الحل أولا ثم إعادة التشكيل الفوقي والشعبي في الآن ذاته . هذه منظمات عفا عليها الدهر ، وأكل عليها وشرب . فلا يمكن أن تستعيد عافيتها الفتية ، بأي حال من الأحوال ، ولئن أنفق عليها ملء الأرض ذهبا .
ولن تتم عملية إعادة الترتيب الصحيح الفصيح إلا بحرب ماحقة ، للتغيير والإصلاح والتجديد ، وأما في الأوضاع الراهنة فستبقى تدور في عالم التيه والنسيان والخذلان ، والتأخر للخلف بدلا من التقدم إلى الأمام .
ولعل إعادة الترتيب التنظيم الداخلي والخارجي ، تتطلب نظريا وواقعيا الآتي :
1) وجود الشخصيات التجديدية القوية المؤثرة المؤمنة بالتقدم إلى الأمام والتغيير والإصلاح .
2) وضع نظام أساسي أو قانون مسبق ، جديد شامل وجامع ، لتلافي الثغرات الحالية .
3) العمل الجماعي بروح الفريق الواحد نحو التجديد والتفعيل ، على أسس شورية وديموقراطية حقيقية صحيحة ، بعيدا عن القبلية والدكتاتورية والاستكبار والاستعلاء والاستبعاد والاستعباد .
4) النية الحسنة المخلصة لدى اصحاب التجديد ، لوضع الشخص المناسب في المكان المناسب والابتعاد عن النفاق والمنافقين ، الذين يفسدون التغيير والتجديد والتحديث .
5) التغيير المجتمعي ، بالتوازي والتوازن الهرمي من الأعلى والأسفل ، وعدم الاكتفاء بالتغيير الهرمي الأعلى .
6) التكوين البنائي التنظيمي المؤسسي الداخلي السليم القوي القويم ، ليأخذ كل قيادي دوره ، وتقوم كل هيئة داخلية بمهامها وصلاحياتها وواجباتها ومسؤولياتها .
7) تحديد الفترة الزمنية القانونية لبقاء الشخصيات القيادية في المواقع الأمامية بحيث لا تزيد عن 4 أو 5 سنوات مثلا .
8) تنظيم الانتخابات الداخلية الدورية الحقيقية المنتظمة ، للحيلولة دو استفراد شخصيات معينة بالقرارات الدكتاتورية .
9) استبعاد الفاسدين والمفسدين في التركيب التنظيم التجديدي ، لأن التجديد والتطوير والتغيير لا يتفق مع الأفكار الفاسدة السيئة التي تحاول الانتفاع المادي والهيمنة السياسية والإدارية والإعلامية .
10) التفعيل الشعبي المباشر المتواصل ، لمؤازرة ومناصرة التشكيلات الجديدة .
11) إشراك جميع الأجيال القديمة والشابة ، للإستفادة من التجارب العملية في التحديث العصري المرتقب ، وعدم البدء من حالة الصفر البدائي .
12) الخطة الاستراتيجية المرحلية المرسومة للسير على هداها ، بعيدا عن الارتجالية والعفوية .
13) الاستفتاء الشعبي العام بين الحين والآخر لترتيب جدول الأولويات والثانويات والهوامش اللاحقة .
14) المواكبة الإعلامية الشاملة ، الصحيحة الفاعلة والفعالة ، لنشر الأفكار والخطط الساعية نحو التجديد والإبداع والإبتكار وعدم الاقتصار على إبراز شخصية واحدة تتحكم في سير الأمور اليومية والموسمية والسنوية .
15) إيجاد هيئات رقابية داخلية للتقييم والتقويم لمواصلة الإنطلاق العمودي والأفقي في الوقت ذاته .
 
أيها المتنفذون الحاليون في جميع المنظمات السياسية المترهلة .. سيروا كما تشاؤون ، ومروا كما تريدون ، وتراجعوا كما ترغبون .. فلن تفيد الدعوات السرية والعلنية لإعادة الترتيب والتجديد المنشود ، لأنها مرتبطة بأجندات هلامية خارجية قبل أن تكون بنائية داخلية ، وكل من يحتضن كرسيا بيديه ورجليه فلن يتنازل عنه أبدا !!! ففي ظل هذه التراجعات : من يقيم من ؟ ومن يرتب من ؟ وكيف ؟ وما هي السبل والطرق الناجحة لذلك ؟؟؟
ويمكننا القول ، إن البناء الفاشل الفاسد الهش ، المترهل إداريا وتنظيما ، لا يمكن إصلاحه بصورة فعلية ، ومن الإستحالة ، أن يتم تجديد البناء فوقه وإعتباره الأساس والقاعدة المتينة ، مهما كانت الظروف والمسالك ، لأن ذلك سيؤدي إلى الإنهيار وما يلازمه من المهالك .
فسياسة الإمساك والتمسك العجيب بالمناصب والمراكز الفوقية ، لن تتغير بجرة قلم أو بخبر أو بتقرير او بمقال سياسي ، مجاني أو مدفوع الأجر ، يسير في فلك علوي أو سفلي ، من هنا أو هناك . وكل حزب بما لديهم فرحون ، فالفرح نسبي وليس له أفق مطلق بتاتا .
والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم .
يوم الثلاثاء 18 ذو الحجة 1437 هـ / 20 ايلول 2016 م .

أضف تعليق