كيف تفوز القائمة بالانتخابات المحلية الفلسطينية ؟؟! .. الصفات والمعايير المثلى للقائمة الانتخابية المحلية بفلسطين (د. كمال إبراهيم علاونه)


كيف تفوز القائمة بالانتخابات المحلية الفلسطينية ؟؟! .. الصفات والمعايير المثلى للقائمة الانتخابية المحلية بفلسطين (د. كمال إبراهيم علاونه)
نشرت بواسطة: شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج ) في البلديات الفلسطينية, حديث إسراج – د. كمال إبراهيم علاونه, مقالات خاصة 2016-08-09 التعليقات
على كيف تفوز القائمة بالانتخابات المحلية الفلسطينية ؟؟! .. الصفات والمعايير المثلى للقائمة الانتخابية المحلية بفلسطين (د. كمال إبراهيم علاونه) مغلقة 852 زيارة
 
كيف تفوز القائمة بالانتخابات المحلية الفلسطينية ؟؟! ..
 
الصفات والمعايير المثلى للقائمة الانتخابية المحلية بفلسطين
 
د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
 
رئيس شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
 
نابلس – فلسطين
 
بصورة عملية وعلمية وموضوعية ، قريبة من الإطار الانتخابي الفعلي على أرض الواقع ، هناك ست مسائل حيوية ، يجب أخذها بعين الاعتبار لدى تشكيل اي قائمة انتخابية بلدية أو قروية أو حتى برلمانية ، ومتابعة سيرها الصحيح من الألف إلى الياء ، منذ الإعلان عن تنظيم الانتخابات وانتهاء بيوم الاقتراع المعين من الجهات المختصة ، في العملية الانتخابية ، للفوز بمقاعد مناسبة لهذه القائمة أو تلك في المدن والبلدات والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وهي على النحو الآتي :
 
أولا : رئيس وأعضاء القائمة الانتخابية ( الشخصيات المحلية ) :
 
وفقا لعينات مجتمعية وابحاث علمية مدروسة ، هناك الكثير من الصفات والمعايير العلمية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية التي يتوجب التقيد بها لتأليف قائمة انتخابات محلية ( بلدية أو قروية ) ، وفقا للقانون الانتخابي المحلي ، حسب نظام التمثيل النسبي ، المعمول به في فلسطين ، للفوز بأكثر عدد من مقاعد الهيئة المحلية سواء أكان عدد مقاعدها 9 مقاعد أو 11 مقعدا أو 13 مقعدا أو 15 مقعدا .
 
وفعليا ، هناك 12 مواصفة علمية وعملية ، شخصية وتنظيمية وسياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وفنية مطلوبة ، مرتبة ترتيبا تنازليا . ولعل أبرز هذه المعايير ما هو آت :
 
1) المؤهل العلمي . يفترض توفر الشهادات الجامعية الأولى والثانية والثالثة ( البكالوريوس والماجستير والدكتوراه ) المتعددة ذات العلاقة : من العلوم الإدارية والاقتصادية والهندسية والتكنولوجية والتربوية والإعلامية وغيرها .
 
2) الكفاءة الإدارية القوية ( الخبرة والدراية في الإدارة ) مثل أستاذ جامعي ، أو مدير/ ة مدرسة ، مدير/ ة تربية وتعليم ، عضو/ة جمعية أو مؤسسة اجتماعية أو ثقافية أو رئيس أو عضو اتحاد شعبي .
 
3) التدين والسمعة الطيبة – بخلفية دينية جيدة جدا مشهود لها بالاستقامة والنزاهة والعدل والإيثار ، لنيل ثقة الناخبين وعدم الزج بفاسدين في بطن القائمة الانتخابية المقترحة .
 
4) التاريخ النضالي التنظيمي ( أسير أو معتقل إداري سابق ) ، وعضو قيادة تنظيمية ذات علاقات حسنة مع الآخرين وله باع طويل في الخدمة التنظيمية لدى الحركة الأسيرة ، في السجون والمعتقلات الصهيونية ، وقيادة الهيئات التنظيمية في منطقة الهيئة المحلية أو المحافظة الفلسطينية .
 
5) الذكورة : يجب أن يكون هناك نسبة معينة للذكور في القائمة المقترحة ، فالمجتمع المحلي مجتمع مبرمج على بناء العلاقات مع المسؤولين الذكور على قيادة الهيئة المحلية . ويفترض أن تشتمل القائمة على الأجيال المتعاقبة ، لكس المزيد من الأصوات الانتخابية ، وتسهيل وتمتين علاقات الجمهور بقيادة الهيئة المحلية لاحقا .
 
6) الانوثة : ينبغي توفر حصة نسوية ( كوتا المرأة ) حسب القانون الانتخابي بالحد الأدنى على الأقل ( 20 % فأعلى ) . وفي بعض الحالات يمكن أن تتبوأ المرأة القوية رئاسة الهيئة المحلية وأن تزيد نسبة الحصة النسوية عن 20 % .
 
7) الانتماء الحزبي ( الفصائلي ) . فالانتماء الفصائلي والحزبي المباشر ( فصيل واحد أو مجموعة حركات وأحزاب وفصائل ) ، أو غير المباشر باستقطاب الاتحادات والنقابات الشعبية : الجامعية والطلابية والمهنية والعمالية ، والزراعية والصناعية والتجارية والخدمية ، والنوادي الرياضية والاجتماعية والثقافية والصحية والمنتديات والأطر الشبابية والنسوية ، معيار وأمر مهم أيضا في دمج الأشخاص الحزبيين التنظيميين الأقوياء ثقافيا وشعبيا بالقائمة للمساعدة في حصد أصوات المعذبين أو المنكوبين من الاحتلال خلال الفترة الفائتة .
 
8) الوضع الاقتصادي الحسن ( النجاح المالي ) . ويعنى به أن تتضمن القائمة تجار ومهنيين ومهندسين وإداريين ومحاسبين وتكنولوجيين وغير ذلك .
 
9) الانتماء العائلي ( العائلات اللامعة ) الكبيرة . فيفترض العمل على تمثيل العائلات بما يناسب الفصيل أو الحزب لتساهم هذه العائلات ( عبر الديوان العائلي ) في جلب الاصوات الانتخابية لصالح القائمة المعنية . ويمكن أن يتم انتقاء مرشحي العائلات من خلال العائلات نفسها لتفرز من تراه مناسبا لها أو قيام اللجنة المشرفة على اختيار أسماء أعضاء القائمة بالانتقاء والمفاضلة السرية ، من بين عدة مرشحين عائليين .
 
10) مكان السكن ( الإقامة ) – الأحياء والحارات والجهات . فتوزيع أعضاء القائمة على جميع الأحياء أمر مهم في التوصيل والتواصل وإستقطاب الأصوات الانتخابية بالهيئة المحلية .
 
11) البروز الإعلامي ( الشخصية المعروفة ) : شخصية معروفة إعلاميا بحوارات ولقاءات أو من الصحافيين الناجحين . فالإعلام مهم في تجنيد الناخبين لصناديق الاقتراع الانتخابية .
 
12) العضوية المحلية السابقة : يتمثل بتوفر عضو أو أعضاء مجلس محلي سابق ، ليكون المجلس على اطلاع عما جرى في الدورات الانتخابية السابقة ، وهذه نقطة حساسة جدا في الانتقاء من الاعضاء المحبوبين الشعبيين .
 
 
وغني عن القول ، إنه كلما تجمعت العديد من المعايير والصفات السابقة من أصل 12 معيارا ، في مرشح القائمة الانتخابية المحلية ، كلما جنت وحصدت أكبر عدد ممكن من أصوات الناخبين وانتصرت وفازت في قيادة الهيئة المحلية بيوم الحصاد التمثيلي المحلي بفلسطين .
 
ثانيا : البرنامج الانتخابي :
 
يفترض أن تضع القائمة الانتخابية برنامجا إنتخابيا مناسبا ، يلبي طموحات جماهير المواطنين ، بحق وحقيق ، دون المبالغة والتهويل وحشو البنود الخيالية ، ويجب الابتعاد عن طرح البرامج السياسية بل الخدمية العامة ( ماء وكهرباء وبناء المقرات وتوسيعها ، وتعبيد شوارع وطرقات ، وتنظيم الأسواق وشق الطرق الجديدة وتراخيص الأبنية ، وبناء المدارس والعيادات الطبية ، وتصريف النفايات ، وتوفير فرص عمل ، وتفعيل مراكز خدمات الجمهور ، وتنظيم اللقاءات المفتوحة مع الأهالي ، وتشكيل مجلس استشاري فني ومجتمعي وثقافي لقيادة الهيئة المحلية ، وسواها ) ، فيما يتعلق بصلاحيات ومهام وواجبات الهيئة المحلية . ويمكن أن تتم عملية استمزاج رأي المواطنين حول الخدمات والنواقص المطلوبة في المرحلة المقبلة للهيئة المحلية .
 
ثالثا : الدعاية والحملة الانتخابية الناجحة :
 
تعتبر الدعاية والحملة الانتخابية الشاملة الناجحة للناخبين والناخبات على السواء ، وحسن تقديم المرشحين بالقائمة الانتخابية ككل واحد لا يتجزأ ، للجمهور نوعيا وعدديا ، بالمظهر الاجتماعي اللائق ، وتدريبهم على مخاطبة الناس ويعد تنظيم المؤتمرات الصحفية والمشاركة في الندوات والمحاضرات العامة واللقاءات الميدانية والحوارات مع الجمهور ، من البنود المهمة التي تساعد على كسب أصوات الناخبين وجذبهم لا طردهم ، وفقا لسياسة التقريب والترغيب لا الترهيب والتهريب ، وفي هذا المجال يجب توظيف المختصين في الإعلام والعلاقات العامة الطيبة ، لأن فترة الحملة الانتخابية قصيرة ، وبالتالي يمكن أن تؤثر على نسبة عالية من المترددين الذي لا يرغبون في الاقتراع . وتشمل حملات الدعاية الانتخابية استثمار جميع وسائل الإعلام المتاحة : المطبوعة والمسموعة والمرئية والانترنت ، والبوسترات والصور الانتخابية الضخمة لتذكير أصحاب حق الانتخاب بأسماء أعضاء القائمة ، فالناحية الإعلامية مهمة وحساسة في كسب ود الناخبين ذكورا وإناثا . ولا بد من تجنب التعرض للمرشحين الآخرين في القوائم الانتخابية أو القائمة الانتخابية الواحدة بالإساءة أو التشهير أو التشويه أو شن حرب نفسية على الآخرين في وقت تكون القائمة الانتخابية المرشحة ، بحاجة لأصواتهم . سواء بالخطب أو الإعلانات أو البيانات أو الصور والرسوم والصور الانتخابية أو إتلاف ما للمرشحين الآخرين من مواد الحملة الانتخابية لأن الناخبين لا يحترمون من لا يحترم نفسه .
 
رابعا : الإرشاد الانتخابي :
 
وخاصة في يوم الانتخاب الفعلي ، لتحاشي حرق الأصوات الانتخابية سدى ، بلا فاعلية ، لتجنب الأخطاء الفنية في اختيار القوائم ، لجهل الكثير من المقترعين بطريقة الانتخاب الفنية والتأشير على القائمة المرغوبة .
 
خامسا : التنظيم الانتخابي :
 
العمل على تشكيل اللجان الانتخابية الداعمة للقائمة الانتخابية المعينة ، من الشباب والفتيات ، المتطوعين للخدمة العامة ، ومن واجبات هذه اللجان إقناع واحضار الناخبين بيوم الانتخابات لصناديق الاقتراع في منطقة الهيئة المحلية في توزيع جغرافي يشمل الجهات الأربع .
 
سادسا : التمويل المالي :
 
فالتمويل المادي القانوني مهم ، وفقا للمعاير القانونية المعتمدة ، لتسديد رسوم المشاركة الانتخابية للقوائم ، والإنفاق المالي على الحملات الانتخابية القانونية ، من طباعة البرنامج الانتخابي ، والبوسترات والصور الانتخابية ، والانتقال والتنقل والحركة الدائبة ، وتوفير وسائل النقل للناخبين ، إن لزم الأمر ، وهو ضروري في التصويت المرغوب للقائمة ، وتقديم الوجبات الغذائية للقائمة على الحملات الانتخابية .
 
الخاتمة ..
 
وخلاصة القول ، إن العملية الانتخابية من ألفها إلى يائها ، تمر بمراحل متعددة ومسيرة سهلة ولكنها معقدة لا بد من تنظيمها بصورة علمية صحيحة بعيدا عن العفوية والارتجال والتسلط والتكبر والنفاق والرياء ، لتحقيق الأهداف والغايات المرجوة منها . ولهذا يفترض من ذوي العلاقة من الجهات المختصة ، العمل على تعيين الشخصيات الحيوية الفاعلة الميدانية في رئاسة وعضوية اللجان والهيئات العليا المشرفة على العملية الانتخابية لكل قائمة انتخابية محلية ، مع الصبر واللين والحسم والحزم والحلم والأناة والمعاملة الطيبة الحسنة ، في التعامل مع هذه المسألة الحيوية الهامة في حياة الهيئة المحلية ومواطنيها . فمن خلال النظر والتقييم الأولي ، لأسماء أعضاء القائمة الانتخابية يستطيع الناخب/ ة أن يختار من يمثله تمثيلا صحيحا وفقا للعديد من المعايير والأسس المطلوبة للنهوض بخدمات الهيئة المحلية كحكومة محلية ثانية تنوب على الحكومة المركزية في منطقتها الجغرافية .
 
والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم .
 
يوم الثلاثاء 6 ذو القعدة 1437 هـ / 9 آب 2016 م .

أضف تعليق