المنظمات غير الحكومية في فلسطين والعالم .. في الميزان العام بين الأمل واليأس (د. كمال إبراهيم علاونه)


المنظمات غير الحكومية في فلسطين والعالم .. في الميزان العام بين الأمل واليأس (د. كمال إبراهيم علاونه)
نشرت بواسطة: شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج ) في حديث إسراج – د. كمال إبراهيم علاونه, شؤون دولية, مقالات خاصة 2016-06-12 التعليقات على المنظمات غير الحكومية في فلسطين والعالم .. في الميزان العام بين الأمل واليأس (د. كمال إبراهيم علاونه) مغلقة 707 زيارة
 
المنظمات غير الحكومية في فلسطين والعالم ..
في الميزان العام بين الأمل واليأس
 
د. كمال إبراهيم علاونه
 
أستاذ العلوم السياسية والاعلام
نابلس – فلسطين
تنتشر مئات المنظمات غير الحكومية ( – Non-governmental organization NGO ) في فلسطين ، بصورة كبيرة لافتة للنظر ، جنبا إلى جنب مع المؤسسات الحكومة والخاصة ، وتقام هذه المنظمات غير الحكومية في البلاد بتراخيص رسمية فلسطينية ، تحت اسماء ومسميات تنموية وبحثية واجتماعية واقتصادية وثقافية وإعلامية وفنية وسواها .
ويعمل على تأسيس هذه المنظمات غير الحكومية ثلة من نخبة السياسيين والاقتصاديين والاعلاميين الفلسطينيين بدعم غربي أجنبي ، أوروبي وأمريكي وأحيانا بدعم عربي أو متنوع التمويل عبر الدعم العيني والنقدي ، ممن لهم باع طويل في التعامل مع سفارات وقنصليات الدول المانحة ، في القدس أو رام الله أو تل أبيب أو خارج فلسطين .
وتتسابق الشخصيات السياسية أو الأكاديمية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية أو الرياضية أو الإعلامية النافذة في فلسطين لإنشاء جمعيات أو مراكز أو مؤسسات أو لجان أو هيئات يطلق عليها منظمات غير حكومية في فلسطين ، وتعزى عملية السباق والتسابق غير الحكومي ، من شخصيات حكومية أو غير حكومية ، لتأسيس ( المنظمات غير الحكومية ) للعديد من الأسباب والعوامل ، لعل من أهمها الآتي :
اولا : الدخول للأسواق الفلسطينية في مجال من المجالات المراد العمل بها ، وإثبات الوجود الفردي والجماعي والمجتمعي .
ثانيا : الحصول على التمويل المالي الخارجي الأجنبي ، بغية تنفيذ نشاطات وفعاليات معينة مقرة في النظام الداخلي لهذه المؤسسة أو الجمعية أو الهيئة أو النادي أو المركز وغيرها ، وذلك في ظل نقص التمويل الحكومي الفعال والفاعل .
ثالثا : التأثير على الجمهور الفلسطيني ، في المجال التخصصي المحدود أو الموسع أو الممتد ، تبعا للأهداف والغايات المرسومة سلفا داخليا وخارجيا .
رابعا : الحوز على المكانة المشهورة في المجال المعين ، سياسيا واقتصاديا واعلاميا واجتماعيا وصحيا وثقافيا ورياضيا وغير ذلك .
خامسا : إيجاد فرص عمل جديدة للأتباع والمريدين الذين يدورون في فلك وظل القائمين على المنظمة غير الحكومية .
سادسا : التبعية لمصدر التمويل الخارجي ، وممارسة الضغوط والابتزازات على الشخصيات البارزة في المجتمع المحلي لتحقيق أهداف وغايات متجددة .
سابعا : بناء العلاقات مع المجتمع الخارجي رسميا وحزبيا وشعبيا وأهليا وشخصيا ، والسفر في رحلات متنوعة كسياحة وسفر والترفيه عن النفس والاستجمام .
ثامنا : بناء قاعدة معلومات استراتيجية لجهات خارجية فلسطينية أو عربية أو غربية ( أمريكية أو أوروبية أو روسية أو غيرها ) .
أنواع المنظمات غير الحكومية
هناك الكثير من أنواع المنظمات غير الحكومية العامة أو المتخصصة ، في العالم ، من أهمها :
1- المنظمات الاقتصادية . تعني بشؤون كافة أجنحة الإقتصاد : الزراعة والصناعة والتجارة والسياحة والخدمات .
2- المنظمات التعليمية : تعنى بالمدارس والجامعات .
3- المنظمات الإنسانية : تعني بالشؤون الإنسانية ، مثل حقوق الإنسان .
4- المنظمات السياسية : تعنى بالديموقراطية .
5- المنظمات الثقافية : تعنى بشؤون الثقافة العامة والخاصة .
6- المنظمات الإعلامية : تعنى بشؤون الاعلام على اختلاف أشكاله وصوره .
7- المنظمات الإجتماعية : تعنى بالحالات الاجتماعية من الفقر والعوز والفاقة .
8- المنظمات الدينية : تعنى بشؤون الأديان والتبشير والتصدير لدين أو مذهب معين .
9- المنظمات النسائية : تعنى بالشؤون النسوية العامة والخاصة .
10- المنظمات البيئية : تعنى بشؤون البيئة والطقس والمناخ .
11- منظمات الأمومة والطفولة : تعنى بشؤون الأطفال والأمهات .
12. منظمات الصحة : تعنى بالشؤون الصحية : الفردية والجماعية .
أسماء المنظمات غير الحكومية
تتخذ المنظمات غير الحكومية في العالم ، العديد من الأسماء والمسميات العلنية والخفية التي تعمل في ظلها وظلالها ، حسب الحاجة ووقت الضرورة ، مثل :
1. المركز .
2. الجمعية .
3. الهيئة .
4. النادي .
5. المنتدى .
6. المعهد .
7. المؤسسة .
8. الشبكة .
9. المرصد .
10. الجهاز .
11. أسماء أخرى ، غير ذلك .
المنظمات غير الحكومية بين الترخيص والشطب
غالبا ما تحصل المنظمات غير الحكومية على الترخيص الرسمي من الدوائر الحكومية المعنية المدنية والأمنية ، وذلك لتسهيل عملها وتقديم فعالياتها ونشاطاتها في المجتمع المحلي في هذه الدولة أو تلك .
وهناك منظمات غير حكومية حازت على الترخيص الرسمي ، في بعض الدول وبعد فترة عمل لمدة زمنية طالت أم قصرت ، تم سحب الاعتراف الرسمي الحكومي بها ، فحجبت واختفت وذابت إلى غير رجعة لأسباب سياسية أو أمنية أو مالية أو إدارية أو سواها . وتسعى بعض المنظمات غير الحكومية القوية لمناكفة الحكومة في مجال تخصصها ، وبعضها يلائم نفسه للتعاطي مع الواقع المعاش .
وكلما كانت المنظمة غير الحكومية غير مدعومة إعلاميا وقانونيا وشعبيا ، فإن الحكومة المركزية تتسلط عليها ، وتسلبها صلاحياتها ومشاريعها تحت مبررات وحجج وذرائع وهمية واهية ، أوهن من بيت العنكبوت للتخلص منها والاستيلاء على أموالها وممتلكاتها الثابتة والمنقولة .
الأهداف الخارجية لتقديم الدعم للمنظمات غير الحكومية بفلسطين
هناك العديد من الأهداف والغايات التي تلجأ الدول المانحة لتحقيقها ، رسميا وحزبيا وأهليا ، في فلسطين ، ويقع في أولوياتها ما يلي :
1. تقديم العون والمساعدة المالية والعينية من ناحية إنسانية بصورة نظرية ، للفئات المدعومة في البلاد .
2. سبر أغوار المجتمع المحلي الفلسطيني ، وممارسة الضغوط والاملاءات والابتزازات على صناع القرار الفلسطيني في المجالات والميادين المتخصصة والعامة .
3. التزود ببيانات ومعلومات ثابتة وطارئة استثنائية ، أولية ورئيسية هامة عن المجتمع الفلسطيني والشخصيات المؤثرة في البلاد .
4. التجسس على الحركات والفصائل الوطنية والإسلامية والأحزاب السياسية ، من خلال الحصول على البيانات المطلوبة ( بنك معلومات متطور ) تمهيدا لمحاربتها بصورة مباشرة أو غير مباشرة .
5. الاختراق الأجنبي للمحتمع الفلسطيني على كافة الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاعلامية والرياضية والفنية وسواها .
6. نشر الفساد والإفساد والانحلال الأخلاقي والتقليد الأعمى للمجتمعات الغربية .
7. محاربة الإسلام والمسلمين ، وإيجاد نواة صلبة من اليساريين والعلمانيين والملحدين ، لمعارضة الدين الإسلامي الحنيف ، ونشر الثقافة الغربية المبتغاة .
8. تقديم وإبراز شخصيات فلسطينية تدور في الفلك الأجنبي بصورة مباشرة ، وغير مباشرة ، للتأثير على الراي العام الفلسطيني لتنفيذ سياسات وأجندات غربية أجنبية متعددة .
9. الترويج لسلع وبضائع أجنبية ، مضرة للشعب الفلسطيني ، وزيادة الاستهلاك المحلي ، ومحاربة الانتاج الوطني الفلسطيني ، لإبقاء الاقتصاد الفلسطيني يدور في فلك الاقتصاد الصهيوني المدعوم غربيا .
10 . تشجيع المواطنين الفلسطينيين على الهجرة لخارج البلاد ، وتفريغ أرض فلسطين ، من السكان الأصليين لاستقدام سكان أجانب وخاصة عبر الهجرات اليهودية للأرض المقدسة .
خدمات المنظمات غير الحكومية
الأصل في المنظمات غير الحكومية ، العاملة في أي دولة من الدول في العالم ، أن تقوم بتقديم خدمات للصالح العام ، وهو بصورة لا ربحية ، ما يلي :
أولا : التدريب والتأهيل المتعدد . تنظيم دورات وبرامج تدريبة متنوعة وشاملة ، في مهن متعددة .
ثانيا : تأهيل البنى التحتية : تعبيد الشوارع والطرقات ، مد شبكات المياه ، مد شبكات الكهرباء وغيرها .
ثالثا : تقديم الخدمات النفسية والإرشادية والاستشارية والفنية .
رابعا : تقديم الخدمات الصحية . من الأدوية والعلاجات والعمليات الجراحية وغيرها .
خامسا : تقديم الخدمات المدرسية والجامعية : منح وبعثات وزيارات ورحلات وغيرها .
سادسا : تقديم الخدمات القانونية للمراجعين في شتى الميادين والأصعدة .
سابعا : تقديم الدعم العيني ، للأفراد والجماعات المستهدفة . مثل الآلات والأجهزة لأصحاب العلاقة .
ثامنا : تقديم المساهمات المالية لتنفيذ مشاريع معينة .
المنظمات غير الحكومية بفلسطين في الميزان
تعمل بعض الدول على تشجيع المنظمات غير الحكومية ، وتقدم لها كل التسهيلات اللازمة والممكنة ، لتساعدها في توفير التقدم والرفاهية لمواطنيها . وعلى النقيض من ذلك ، تلجأ بعض الدول عبر أجهزتها الأمنية والسياسية والاقتصادية والإعلامية ، لمحاربة هذه المنظمات في أرض الوطن . وهناك بعض الدول ، التي تستخدم سياسة ( العصا والجزرة ) في التعامل مع هذه الهيئات التي تتأثير بالأفكار والثقافات الأجنبية الوافدة للبلاد ، فتعاملها تارة بالمعاملة الحسنة الطيبة ، وطورا بالمعاملة السيئة القبيحة في حالة معارضة هذه المنظمات غير الحكومية للسياسة العامة في الدولة المعنية ، وذلك تبعا للظروف والأحوال السائدة ومدى جديتها وهزليتها ، وخدمتها للمجتمع المحلي .
على أي حال ، للمنظمات غير الحكومية العاملة في فلسطين ، على اختلاف اسمائها ومسمياتها ، بعض الإيجابيات والكثير من السلبيات في الآن ذاته ، من أبرزها :
أ) الايجابيات : من أهمها :
أولا : التأهيل المجتمعي المتخصص للأفراد والخريجين الجدد والعاملين في القطاعين العام والخاص . بتنظيم دورات تدريبية وتأهيلية متنوعة واستقدام مدربين أجانب في غالبية الاحيان ، وتشغيل بعض المدربين المحليين بصورة جزئية .
ثانيا : تقديم الاستشارات الفنية والتقنية في شتى المجالات الحياتية .
ثالثا : منح الهبات : مد يد العون والمساعدة العينية للمؤسسات والهيئات الفلسطينية . في المجالات الطبية والاقتصادية والتنموية وغيرها .
رابعا : تنفيذ بعض مشاريع البنى التحية كدعم عيني ومالي للهيئات المحلية الفلسطينية .
خامسا : تنظيم زيارات تبادلية بين فلسطين والعالم ، تصب في التقدم والتطوير الفلسطيني .
سادسا : توفير بعض المنح الأكاديمية الجامعية للطلبة الجامعيين الفلسطينيين في مختلف الدرجات الجامعية .
سابعا : بناء علاقات الترابط والتعاون بين فلسطين والدول المانحة .
ثامنا : بناء حلقات تعارف حزبية وأهلية بين ابناء الشعب الفلسطيني والشعوب والأمم الأخرى .
تاسعا : حماية جزئية للفلسطينيين بفضح ممارسات الاحتلال الصهيوني في المحافل الدولية ، وممارسة الضغوط على الكيان الصهيوني عبر المنظمات غير الحكومية الممولة من الدول المانحة وخاصة في تقديم الخدمات الاعلامية والتأهيلية وحقوق الإنسان والديموقراطية والتعددية ، والتنديد بالقمع والتعذيب الصهيوني للمواطنين الفلسطينيين .
عاشرا : إيجاد فرص عمل لآلاف الفلسطينيين وتثبيتهم في ارض الوطن ، بتلقيهم رواتب عالية مقارنة بالرواتب الحكومية الفلسطينية .
حادي عشر : رفع مستويات المعيشة والرفاهية لفئة فلسطينية محددة .
ثاني عشر : جلب الأموال الخارجية من الدول المانحة بالعملات الصعبة كالدولار واليورو وغيرها ، لتدور في رحى الاقتصاد الفلسطيني .
ب) السلبيات : هناك سلبيات كثيرة تلازم مشاريع وفعاليات المنظمات غير الحكومية بفلسطين ، منها :
أولا : استعادة نسبة كبيرة من أموال الدعم والتمويل الخارجي المخصصة لفلسطين لما يسمى بالخبراء الأجانب .
ثانيا : بث الفساد والإفساد في المجتمع المحلي الفلسطيني بشتى الصور والأشكال وتشجيع الانحلال الأخلاقي والتقليد الغربي .
ثالثا : استقطاع نسبة كبيرة من أموال الدعم للشعب الفلسطيني لفئات فلسطينية موالية للمانحين ، ومنافسة الحكومة الفلسطينية في هذا المجال .
رابعا : إبراز شخصيات قيادية فلسطينية موالية للمانحين وفرضها على صناع القرار الفلسطيني ، لتنفيذ أجندات وبرامج متعددة ليست في الصالح الفلسطيني العام .
خامسا : إيجاد ما يسمى بحكومة الظل الفلسطينية من المعارضة الفلسطينية لتخريب الكثير من الأهداف الوطنية الفلسطينية .
سادسا : الترويج لما يسمى بالسلام بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني ، وتقديم الدعم المالي الضخم في تسويق هذه المسائل كتنظيم المعسكرات المختلطة بين العرب واليهود ، وعقد دورات التدريب الاداري المختلطة .
سابعا : تضخيم بعض الأمور السلبية في المجتمع الفلسطيني ، وتبني قضايا تمس بالعقيدة الإسلامية ، وتدعو لارتكاب الموبقات والكبائر والانحلال الأخلاقي ونشر العبث الاجتماعي والديني والسياسي بفلسطين .
ثامنا : الاختراق الأمني للمجتمع الفلسطيني ، اختراق العائلات والاحزاب والفصائل والمؤسسات والهيئات وخلافها .
تاسعا : تشويه الثقافة العربية الإسلامية الأصيلة في فلسطين .
عاشرا : تشجيع الفنون الغربية الهابطة في المجتمع .
وبسبب وجود السلبيات والأعمال السيئة والتدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدولة ، من الدول الداعمة أو المانحة ، أو المتبنية ، لجأت الكثير من الحكومات الوطنية عبر البرلمانات لسن قوانين لتنظيم سير عمل المنظمات غير الحكومية ، لممارسة الرقابة الإدارية والمالية والسياسية والأمنية والاقتصادية عليها ، وشنت عليها حربا قانونية وإعلامية وسياسية لا هوادة فيها ، خوفا من ان تنازعها نفوذها في منطقة سيادتها ، وتحسبا لنشر بعض هذه المنظمات للمبادئ والأفكار الغربية الغربية التي تلحق الضرر النفسي والمعنوي والمادي بالشعب .
ولكن الأصل في المنظمات غير الحكومية ( وهي غير ربحية ) ، في أي دولة في العالم ، أن لا تكون خاضعة للحكومة الوطنية ، وتتمتع بالاستقلالية المالية والإدارية ، والانفتاح الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والفني ، بعيدا عن البيروقراطية والتعقيد العام والخاص ، قانونيا وإعلاميا ، رسميا وشعبيا . وهناك بعض المنظمات غير الحكومية التي تتبع حكومة إحدى أو بعض الدول في العالم ، وهناك منظمات غير حكومية عابرة للقارات أقوى من حكومة معينة في دولة ما .
المنظمات غير الحكومية .. بين الفشل والإفشال
يتوقف نجاح أو تفوق أو فشل بعض المنظمات غير الحكومية ، على العديد من العوامل والأسباب العلمية والموضوعية ، الرسمية والشعبية ، والأهلية القانونية ، والملاحقة الأمنية ، من أهمها :
1= البيروقرطية والفشل الإداري .
2= انقطاع الدعم المالي .
3= الإفلاس الاقتصادي .
4= الملاحقة الأمنية .
5= الفشل الإعلامي .
6= الفشل العلمي .
7= الفساد المالي .
8= الإنحلال الأخلاقي .
9= الإشاعات المغرضة والمنافسة غير الشريفة .
10= سحب الترخيص الحكومي .
وهناك منظمات غير حكومية نجحت نجاحا باهرا ، بينما فشلت منظمات غير حكومية أخرى للعديد من الأسباب والمسببات . وكلما كانت المنظمة غير الحكومية تمارس التخطيط السليم ، والتوجيه والإدارة الصحيحين ، والتقويم الحقيقي ، على قواعد وأسس حيادية وعلمية وموضوعية ، فإنها تكون قريبة من تحقيق آمالها بصورة كبيرة ، والعكس بالعكس . وهناك فرق بين الفشل الذاتي والإفشال الخارجي من أناس أخرين ، كالحكومة أو احزب أو المنافسين أو المانحين وسواهم .
الرقابة والمراقبة في المنظمات غير الحكومية
تخضع المنظمات غير الحكومية للعديد من أشكال وصور ، التوجيه والرقابة الداخلية والخارجية ، كما يلي :
أولا : الرقابة الذاتية القويمة الصحيحة للنقد والبناء التطوري .
ثانيا : الرقابة الحكومية .
ثالثا : الرقابة القانونية .
رابعا : الرقابة التشريعية ( البرلمانية ) .
خامسا : الرقابة الإعلامية .
سادسا : الرقابة الشعبية .
ويمكن أن تتعدد أشكال الرقابة ، أو تتحدد بصور معينة ، حسب طبيعة النظام السياسي الحاكم في البلاد ، والانفتاح العام ، وحرية الراي والتعبير ، وممارسة الديموقرطية ، والتعددية السياسية .
كلمة أخيرة .. منظمات حكومية لا بد منها
رغم التعقيدات الكثيرة والجدل الكبير ، بين حالتي الايجابية والسلبية ، يعتبر وجود المنظمات غير الحكومية ، مطلبا حيويا وحساسا ، في فلسطين ، لعدة أسباب وعوامل تتمثل في معظمها ، بسد النقص في الخدمات الحكومية والخاصة ، في كافة المجالات الثقافية والتعليمية والصحية والاجتماعية والاقتصادية والبنى التحيتة والكهربائية وسواها . فوجود هذه المنظمات غير الربحية اصلا ، أمر ضروري لا مفر منه ، مهما كانت النتائج الايجابية والسلبية على السواء .
ورغم سلبيات هذه المنظمات غير الحكومية العاملة في فلسطين ، لأسباب وعوامل شتى ، فقد ساهمت في التقدم والازدهار الفلسطيني ، واكتساب الخبرة والدراية في مجالات متعددة ، وكذلك ساعدت في تقديم خدمات كثيرة للمواطنين الفلسطينيين ، للوزارات والمؤسسات والجمعيات والهيئات والمراكز والنوادي والجامعات والمدارس وغيرها .
وفي ظل عدم تمكن الحكومة الفلسطينية من تقديم خدمات كثيرة بالصورة الأمثل كون الاقتصاد الفلسطيني اقتصاد هش ، ولا يمكنه توفير كل الاحتياجات الحياتية للمواطنين الفلسطينيين ، وغياب الانتاج الزراعي والصناعي اللازم في البلاد ، فتأتي التمويلات والتحويلات المالية الأجنبية من الدول المانحة ، كضرورة حتمية لا يمكن الاستغناء عنها باي حال من الأحوال أو تحت أي ظرف من الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية وسواها . وما ينطبق على فلسطين ، ينطبق على بقية دول الوطن العربي ، والوطن الإسلامي ، في نشأة وتأسيس وفعاليات ومشاريع هذه المنظمات غير الحكومية .
وتبقى المنظمات غير الحكومية في معاملتها وفعالياتها ونشاطاتها داخليا وخارجيا ، تتعرض لحالتي الأمل واليأس ، فما تراه بعض هذه المنظمات غير الحكومية أملا ، تراه نظيرتها يأسا على الجانب الآخر ، وفقا للتطلعات والأماني والآمال المعقودة عليها ، في فترات زمنية متقاربة أو متباعدة .
وختاما ، يمكننا القول ، في ظل انتشار ظاهرة العولمة ، فإن كل دولة تريد توسيع دائرة نشاطاتها وفعالياتها ومد نفوذها في العالم تلجأ لإقامة العلاقات الطبية مع بقية الدول والكيانات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة ، سواء بإفتتاح السفارات والقنصليات وإقامة المراكز الثقافية والإعلامية والبحثية أو بدعم المنظمات غير الحكومية في تلك الدول . فالمنظمات غير الحكومية ، هي هيئات داخلية وخارجية في الآن ذاته لطرفي العلاقة التبادلية ، فتكون موازية ومنافسة للحكومة الوطنية المركزية ، وتتعاون معها أو مع الحكومات المحلية ( الهيئات المحلية والجامعات ووسائل الاعلام وغيرها ) لتحقيق أهداف أحادية أو ثنائية مشتركة .
وتتطلع الأمة العربية والأمة الإسلامية لتكون قائدة في العالم ، فيا ترى : متى نرى منظمات غير حكومية في شتى دول العالم مدعومة عينيا وماليا من الحكومات العربية ؟ وذلك لتحقيق وإنجاز سياسات عربية وإسلامية معينة تصب في الصالح العربي العام أو الإسلامي العام .
والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم .
يوم الأحد 7 رمضان 1437 هـ / 12 حزيران 2016 م .

أضف تعليق