الإستيطان التاريخي اليهودي في فلسطين بالخرائط 1868 – 2008 م .. د. كمال إبراهيم علاونه


كتبهاد. كمال إبراهيم محمد شحادة ، في 5 أيلول 2008 الساعة: 15:01 م

الإستيطان التاريخي اليهودي

في فلسطين بالخرائط

1868 – 2008  م

( 1 – 2 )

 

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
فلسطين العربية المسلمة
 
نشأت المنظمة الصهيونية العالمية رسميا في مدينة بال ( بازل ) في سويسرا عام 1897 م واتخذت قرارا باستعمار فلسطين وجعلها بما أطلقوا عليه ( وطن قومي لليهود ) لجلب المهاجرين اليهود وتجميعهم من شتى قارات العالم وإنشاء دولة خاصة باليهود يكون لها حكومتها اليهودية الصهيونية ومؤسساتها العبرية ولغتها العبرية وأساطيرها الدينية والفكرية والأيديولوجية المبنية على أسطورة أرض الميعاد بالاستناد المزعوم للتوراة اليهودية التي نزلت على موسى عليه السلام في طور سيناء ، فأطلق على فلسطين زورا وبهتانا وتزييفا من النواحي الجغرافية والتاريخية والدينية والفكرية والثقافية والنفسية ( أرض التوراة لشعب التوراة المختار – ارض الميعاد ) ، ويطلق عليها المسلمون والعرب الأرض المباركة أو المقدسة أو ارض الإسراء والمعراج المعروفة بفلسطين .
وجغرافيا وسكانيا ، تقوم المنظمة الصهيونية العالمية التي أسست الكيان الصهيوني على ركيزة هامة من ركائز الاستعمار الحديث والمعاصر وهي ركيزة الاستيطان اليهودي . وتركزت جهود يهود أوروبا وأمريكا لإيجاد موطئ أقدام لهم في فلسطين شرقي البحر الأبيض المتوسط كجزرة أو معزل جغرافي أو غيتو يهودي في المشرق العربي ، بعدما فشلوا في اتخاذ الأرجنتين بقارة أمريكا الجنوبية ملاذا آمنا لهم كما نادى بذلك كبيرهم الذين علمهم الاستعمار الاستيطاني تيودور هرتزل في كتابه ( دولة اليهود ) الذي ألفه عام 1896 م .
وفي هذا المجال وللتعريف على كينونة الكيان اليهودي – الصهيوني في ارض فلسطين العربية المسلمة ، التي حملها يهود أوروبا اسم ( دولة إسرائيل ) منذ 15 أيار 1948 ، فأقيمت المستعمرات الاستعمارية الاستيطانية في ارض فلسطين الكبرى من بحرها لنهرها على مدار نحو 140 عاما الماضية ( 1868 – 2008 ) بدءا من مستعمرة ملبس ( بتاح تكفا – مفتاح الأمل ) في ارض فلسطينية حيث شرعت الهجرة اليهودية لفلسطين بالتدريج وما لبثت أن تفاقمت فأخذت تشكل عبئا شاملا وجامعا على أهل البلاد الأصليين فوصل عدد يهود العالم الذين يسكنون فلسطين على صورة مستعمرة كبرى في ارض غيرهم نحو 4 ر 5 ملايين يهودي عام 2008 أتوا من كافة قارات العالم بواقع أناس يحملون 102 جنسية دولة أجنبية عن فلسطين وأهلها ، يتحدثون 82 لغة محلية عالمية ، فبسطوا سيطرتهم بالتدريج على فلسطين بقوة الإرهاب والسلاح الفتاك فلم يستطيعوا منذ عام 1868 – 1947 أن يحوزوا على مساحة واسعة من فلسطين بل احتالوا على سكان فلسطين الغرباء من بقايا الولايات العثمانية وجزء من أهل البلاد المغرر بهم فسيطروا بالمال على ما نسبته 6 ر 5 % من مساحة فلسطين التاريخية البالغة 27 ألف كم2 .
ثم توالت عملية هضم وقضم ارض فلسطين في الحروب الصهيونية المدعومة أمريكا وغربيا المفتعلة مع العرب فاستولوا على معظم ارض فلسطين وهجروا نحو مليون فلسطيني من أهل البلاد ، على شكل نازحين في مدن فلسطينية أخرى أو لاجئين هربوا من الجحيم اليهودي إلى الدول العربية المجاورة أو توزعوا على شتى بقاع الأرض ، وذلك إثر حرب فلسطين عام الاقتلاع الرهيب لأبناء شعب فلسطين ( نكبة فلسطين الكبرى ) فحازوا بالإرهاب اليهودي أواخر عام 1948 على ما نسبته  4 ر 77 % من أرض فلسطين بواقع 770 ر 20 كم2 . وفي عام 1967 استولوا على الأجزاء المتبقية من فلسطين بقوة الإرهاب فاحتلوا الضفة الغربية وقطاع غزة البالغة مساحتهما نحو 6 آلاف كم2 . ويبلغ الآن في عام 2008 عدد المستعمرات اليهودية الاستيطانية في عموم فلسطين نحو 1500 مستعمرة أكبرها مستعمرة تل أبيب الكبرى بواقع مليوني يهودي ، قرب يافا على البحر الأبيض المتوسط وهي المستعمرة التي أعلن من على سطح بلديتها دافيد بن غوريون إعلان قيام الكيان العنصري اليهودي الصهيوني باسم ( دولة إسرائيل ) في 15 أيار 1948 .
وقد تشبث شعب فلسطين العربي المسلم بأرضه وأرض آبائه وأجداده فلم يغادر البلاد رغم سياسات الحديد والنار ، والعصا والجزرة ، والقبضات الحديدية والفولاذية الإرهابية ، التي لجا إليها صهاينة ويهود فلسطين لإخراجهم لأول الحشر وثاني الحشر في العامين 1948 و1967 . ويبلغ عدد سكان فلسطين الكبرى ( الجليل والمثلث والنقب والساحل والضفة الغربية وقطاع غزة ) من الأهل الأصليين من العرب : المسلمين والنصارى في عام 2008 نحو 3 ر 5 ملايين فلسطيني في تعداد يقارب التوازن الديموغرافي للجاليات اليهودية في فلسطين الكبرى .
ورغم أن شعب فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية التي قادت لواء الدفاع والذود عنه منذ نشأتها في القدس الشريف في 28 أيار 1964 بحركاتها وفصائلها الوطنية الثورية كحركة فتح والجبهات الماركسية قبل انضمام الحركات الإسلامية كحركة الجهاد الإسلامي وحركة حماس لساحة الصراع الرئيسية في فلسطين في انتقاضة فلسطين الكبرى ما بين الأعوام 1987 – 1994 ، فإنه لم يتمكن الشعب الفلسطيني كشعب أصيل في أرض وطنه من إنشاء دولة فلسطين العتيدة فعليا فوق ثرى الوطن ، وما أعلن في 15 تشرين الثاني 1988 ( الاستقلال الوطني الفلسطيني ) لم يتعد سوى إعلان وثيقة استقلال فلسطين من العاصمة الجزائرية الجزائر على لسان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات رحمه الله ، فبقيت الوثيقة حبرا على ورق جف مداده ولم تؤسس دولة فلسطين العتيدة لشعب فلسطين الأصيل في أرض آبائه وأجداده . ولكن شعب فلسطين العربي المسلم بقي صابرا ومرابطا مدافعا عن نفسه ووصفه القادمين اليهود المعتدين بالإرهاب علما بأنهم هم الإرهابيين وليس أبناء شعب فلسطين الذي يدافع عن نفسه بكل السبل المتاحة . رغم تكالب الأعداء من يهود صهاينة وغربيين من أوروبيين وأمريكيين وغيرهم وينتظر وقت الخلاص والحرية والاستقلال من المحتل اليهودي الصهيوني الأجنبي عن الديار الفلسطينية المقدسة .
ولتسليط الضوء على الهجمة الاستعمارية الاستيطانية اليهودية الصهيونية على فلسطين منذ عام 1868 وهو عام قدوم أول مجموعة يهودية أوروبية لاستعمار ارض فلسطينية هي أرض ملبس أو عيون قارة فيما أطلق عليه المهاجرين اليهود الجدد ( بتاح تفكا ) فإننا في شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج ) الفتية المنتشرة على الشبكة العنكبوتية العالمية ( الانتر نت ) نضع بين أيديكم الدليل لفلسطين الكبرى العربية المسلمة ، والاستعراض التاريخي الاستيطاني اليهودي الصهيوني بالخرائط الصادرة عن مؤسسات إسلامية أو عربية أو فلسطينية ، أو حتى صادرة عن مؤسسات وجمعيات وسلطات تابعة للكيان العبري في فلسطين ، وأفراد يهود وصهاينة لمعرفة واقع الاستيطان اليهودي في فلسطين وقد تمت الاستعانة بهذه الخرائط لتتحدث عن نفسها بنفسها . ونلفت إنتباه الجميع ، إلى أن الخرائط الصادرة عن اليهود الصهاينة ومؤسساتهم الداخلية والخارجية في فلسطين تستخدم اسم ( إسرائيل ) على خارطة فلسطين في عملية تزوير وتزييف سياسي وجغرافي وطبيعي واقتصادي واجتماعي لم يسبق له مثيل سوى اسم ( المملكة اللاتينية ) التي أعلنها الصليبيون بين الأعوام 1099 – 1187 م على أرض فلسطين في الهجمة المسيحية المتطرفة ضد أهل فلسطين ، وقد زالت المستعمرات الإفرنجية الصليبية عن خريطة فلسطين ، بعد أقل من قرن من إنشائها ، ومن المتوقع أن تزول أسماء المستعمرات اليهودية وتندثر عن أرض فلسطين ليذهب الزبد جفاء ويبقى في الأرض الفلسطينية ما ينفع أهلها والعالم أجمع في حب ووئام وسلام لتعود أرض فلسطين أرضا عربية إسلامية بحتة .
وقد اضطررنا في شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج ) لاستعمال الخرائط الصادرة عن الجهات اليهودية الصهيونية باسم ( إسرائيل ) رغم أننا لا نعترف بها ، ولكن للضرورة أحكام ، للتعرف على الاستعمار الاستيطاني اليهودي العنصري فلسطين وحرمان أهل فلسطين من أرضهم وارض آبائهم وأجدادهم .
وبناء عليه ، فإن كل من يريد التعرف على المؤامرة الغربية – اليهودية الصهيونية الحديثة والمعاصرة على أهل الإسلام ثم على أهل النصرانية في فلسطين لا بد له من الإطلاع على هذه الخرائط الصادرة عن الجهات الأصلية لمصدرها وناشريها ، للنهل من مناهل الصورة والرسم . ونضع بين أيدكم هذه الخرائط والرسومات راجين لكم وقتا طيبا للاطلاع عليها ودراستها والتأمل فيها والاستفادة منها كل في مجاله والميادين التي يرغب في التحليل والتعبير والمواجهة الآتية لا ريب فيها إن عاجلا أو آجلا لتعود فلسطين الأرض المقدسة لأهلها الأصليين من أتباع رسول الله المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم وأحفاد عمر بن الخطاب وأبو عبيدة عامر بن الجراح ، وصلاح الدين الأيوبي ، وسيف الدين قطز وغيرهم بانتظار الفاتحين المسلمين الجدد وإقامة دولة الخلافة الإسلامية في العالم أجمع ومركزها في أرض فلسطين المقدسة بمقرها في المسجد الأقصى المبارك .
فإلى الخرائط ، راجين المعذرة لاستخدام اسم ( إسرائيل ) في الخرائط اليهودية الصهيونية بدل اسم فلسطين المشع أبد الدهر كاسم خالد من الأسماء الخالدة .
===============
تطور الإستيطان التاريخي اليهودي

في فلسطين بالخرائط
1868 – 2008


فلسطين التاريخية



 


===========================










أضف تعليق